صفحة جزء
قوله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) الآية [ 93 ] .

344 - قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : إن مقيس بن صبابة وجد أخاه هشام بن صبابة قتيلا في بني النجار ، وكان مسلما ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر له ذلك ، فأرسل رسول الله - عليه السلام - معه رسولا من بني فهر فقال : ائت بني النجار ، فأقرئهم السلام وقل لهم : " إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى أخيه فيقتص منه ، وإن لم تعلموا له قاتلا أن تدفعوا إليه ديته " ، فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : سمعا وطاعة لله ولرسوله ، والله ما نعلم له قاتلا ، ولكن نؤدي إليه ديته ، فأعطوه مائة من الإبل . ثم انصرفا راجعين نحو المدينة ، وبينهما وبين المدينة قريب ، فأتى الشيطان مقيسا فوسوس إليه فقال : أي شيء صنعت ؟ تقبل دية أخيك فيكون عليك سبة ؟ اقتل الذي معك فيكون نفس مكان نفس وفضل الدية ! ففعل مقيس ذلك ، فرمى الفهري بصخرة فشدخ رأسه ، ثم ركب بعيرا منها وساق بقيتها راجعا إلى مكة كافرا ، وجعل يقول في شعره :


قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بني النجار أرباب فارع     وأدركت ثأري واضطجعت موسدا
وكنت إلى الأوثان أول راجع



فنزلت هذه الآية : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ) الآية . ثم أهدر النبي - عليه السلام - دمه يوم فتح مكة ، فأدركه الناس بالسوق فقتلوه
.

التالي السابق


الخدمات العلمية