صفحة جزء
قوله تعالى : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ) .

520 - حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الواعظ إملاء ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن نصر ، أخبرنا يوسف بن عاصم الرازي ، حدثنا العباس بن الوليد النرسي ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : لما توفي عبد الله بن أبي ، جاء ابنه إلى رسول الله - صلوات الله عليه - وقال : أعطني قميصك حتى أكفنه فيه ، وصل عليه ، واستغفر له ، فأعطاه قميصه ، ثم قال : " آذني حتى أصلي عليه " ، [ ص: 134 ] فآذنه ، فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الخطاب ، وقال : أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين ؟ فقال : " أنا بين خيرتين : أستغفر لهم ، أو لا أستغفر " . فصلى عليه ، ثم نزلت عليه هذه الآية : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) فترك الصلاة عليهم . رواه البخاري ، عن مسدد ، ورواه مسلم ، عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد كلاهما عن يحيى بن سعيد .

521 - أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي ، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي [ قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، ] عن محمد بن إسحاق ، حدثني الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول : لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصلاة عليه ، فقام إليه ، فلما وقف عليه يريد الصلاة عليه تحولت حتى قمت في صدره فقلت : يا رسول الله ، أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا ؟ أعدد أيامه ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبتسم ، حتى إذا أكثرت عليه قال : " أخر عني يا عمر ، إني خيرت فاخترت ، قد قيل لي : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) لو علمت أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت " . قال : ثم صلى - صلى الله عليه وسلم - ومشى معه ، فقام على قبره حتى فرغ منه قال : فعجبت لي وجراءتي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله ورسوله أعلم . قال : فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزل : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) الآية . [ قال ] فما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده على منافق ، ولا قام على قبره ، حتى قبضه الله تعالى .

قال المفسرون . وكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما فعل بعبد الله بن أبي فقال : " وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله ، والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية