صفحة جزء
قوله تعالى : ( ما قطعتم من لينة . . . ) الآية [ 5 ] .

804 - وذلك : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل ببني النضير وتحصنوا في حصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها ، فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا : زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح ، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر وقطع النخيل ؟ وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض ؟ فشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد المسلمون في أنفسهم من قولهم ، وخشوا أن يكون ذلك فسادا ، واختلفوا في ذلك ، فقال بعضهم : لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا . وقال بعضهم : بل اقطعوا . فأنزل الله تبارك وتعالى : ( ما قطعتم من لينة . . . ) الآية . تصديقا لمن نهى عن قطعه وتحليلا لمن قطعه ، وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله تعالى .

805 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي ، أخبرنا والدي ، أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل النضير وقطع وهي البويرة ، فأنزل الله تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) . رواه البخاري ، ومسلم عن قتيبة .

806 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أخبرنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل بني النضير وحرق وهي البويرة ، ولها يقول حسان :

وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير

وفيها نزلت الآية : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها . . . ) الآية . رواه مسلم ، عن سعيد بن منصور ، عن ابن المبارك .

807 - وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا عبد الله ، حدثنا سلم بن عصام حدثنا رستة ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا محمد بن ميمون التمار ، حدثنا جرموز عن حاتم النجار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : جاء يهودي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أنا أقوم فأصلي قال : " قدر الله لك ذلك أن تصلي " . قال : أنا أقعد . قال : " قدر الله لك أن تقعد " . قال : أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها . قال : " قدر الله لك أن تقطعها " قال : فجاء جبريل عليه السلام فقال : يا محمد لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم عليه السلام على قومه ، [ ص: 217 ] فأنزل الله تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) يعني اليهود .

التالي السابق


الخدمات العلمية