[ ص: 222 ] سورة المنافقون  
بسم الله الرحمن الرحيم  
قوله تعالى : (  هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله     ) الآية [ 7 ] .  
821 - أخبرنا  
عبد الرحمن بن عبدان  ، حدثنا  
محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ  ، حدثنا  
 nindex.php?page=showalam&ids=15171أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي  ، حدثنا  
 nindex.php?page=showalam&ids=15999سعيد بن مسعود  ، حدثنا  
 nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى  ، حدثنا  
إسرائيل  ، عن  
أبي سعيد الأزدي  ، عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم  قال :  
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019064غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان معنا ناس من الأعراب وكنا نبتدر الماء ، وكان الأعراب يسبقونا ، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض [ ويجعل حوله الحجارة ] ، ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه ، فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب ، فأبى أن يدعه الأعرابي [ فانتزع حجرا ففاض الماء ، فرفع الأعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى الأنصاري  عبد الله بن أبي  ، رأس المنافقين ، فأخبره - وكان من أصحابه - فغضب  عبد الله بن أبي  ثم قال :  لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا  من حوله - يعني الأعراب - ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى  المدينة   فليخرج الأعز منها الأذل . قال   nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم     : وأنا ردف عمي ، فسمعت  عبد الله  فأخبرت [ عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ فحلف وجحد واعتذر ، فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ] وكذبني ، فجاء إلي عمي فقال : ما أردت [ إلا ] أن مقتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذبك المسلمون ، فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط ، فبينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاني فعرك أذني ، وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الدنيا ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقين : (  إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله     ) حتى بلغ : (  هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا     ) حتى بلغ : (  ليخرجن الأعز منها الأذل     )     . وقال أهل التفسير وأصحاب السير :  
غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  بني المصطلق ،   فنزل على ماء من مياههم يقال له :  المريسيع ،   فوردت واردة الناس ومع   nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  أجير [ له ] من  بني غفار   يقال له :  جهجاه بن سعيد  يقود فرسه ، فازدحم  جهجاه  ،  وسنان الجهني  حليف  بني عوف من الخزرج   على الماء ، فاقتتلا ، فصرخ الجهني : يا معشر  الأنصار ،   وصرخ الغفاري : يا معشر  المهاجرين   ، [ فأعان  جهجاها  رجل من  المهاجرين   يقال له  جعال     ; وكان فقيرا . فقال له  عبد الله بن أبي     : وإنك لهناك ! فقال : وما يمنعني أن أفعل ذلك ؟ ! واشتد لسان  جعال  على  عبد الله     . فقال  عبد الله     : والذي يحلف به لأذرنك ، ويهمك غير هذا [ شيء ] ؟ . وغضب  عبد الله ،  فقال : والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك ، إنا والله لئن رجعنا إلى  المدينة   ليخرجن الأعز منها الأذل . يعني بالأعز نفسه ، وبالأذل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ثم أقبل على من حضره من قومه ، فقال : هذا ما فعلتم      [ ص: 223 ] بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ; أما والله لو أمسكتم عن  جعال  وذويه فضل الطعام ، لم يركبوا رقابكم ، ولأوشكوا أن يتحولوا عن بلادكم ; فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول  محمد .   قال   nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم     - وكان حاضرا ويسمع ذلك - فقال : أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك ،  ومحمد   في عز من الرحمن ، ومودة من المسلمين ; والله لا أحبك بعد كلامك هذا . فقال  عبد الله     : اسكت ، فإنما كنت ألعب ، فمشى   nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم  إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخبره الخبر ، وعنده   nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب     . فقال : دعني أضرب عنقه يا رسول الله . فقال : " إذن ترعد له أنف كبيرة  بيثرب      " . فقال  عمر     : فإن كرهت يا رسول الله أن يقتله رجل من  المهاجرين   ، فمر   nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة  أو  محمد بن مسلمة ،  أو  عبادة بن بشر  فليقتلوه . فقال : " إذن يتحدث الناس أن  محمدا   يقتل أصحابه " . وأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى  عبد الله بن أبي  فأتاه ، فقال له : " أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني ؟ " فقال  عبد الله     : والذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من هذا قط ، وإن  زيدا  لكاذب . وكان  عبد الله  في قومه شريفا عظيما ; فقال من حضر من  الأنصار      : يا رسول الله شيخنا وكبيرنا ، لا تصدق عليه كلام غلام من غلمان  الأنصار   عسى أن يكون وهم في حديثه فلم يحفظ . فعذره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وفشت الملامة في  الأنصار   لزيد  وكذبوه ، وقال له عمه : ما أردت إلا أن كذبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون ومقتوك . فاستحيا  زيد  بعد ذلك أن يدنو من النبي - صلى الله عليه وسلم - . فلما ارتحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقيه   nindex.php?page=showalam&ids=168أسيد بن حضير ،  فقال له : أوما بلغك ما قال صاحبكم  عبد الله بن أبي ؟  قال : وما قال ؟ قال : زعم أنه إن رجع إلى  المدينة   ليخرجن الأعز منها الأذل . قال  أسيد :  فأنت يا رسول الله - والله تخرجنه إن شئت ، هو والله الذليل ، وأنت العزيز . ثم قال : يا رسول الله ارفق به ، فوالله لقد جاء الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ، وإنه ليرى أنك سلبته ملكا . وبلغ  nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله بن أبي  ما كان من أمر أبيه ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إنه بلغني أنك تريد قتل  عبد الله بن أبي  لما بلغك عنه ; فإن كنت فاعلا فمرني به ، فأنا أحمل إليك رأسه ! فوالله لقد علمت  الخزرج   ما بها رجل أبر بوالديه مني ، وأنا أخشى أن تأمر به غيري فيقتله ، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل  عبد الله بن أبي  يمشي في الناس ، فأقتله ، فأقتل مؤمنا بكافر ، فأدخل النار . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بل نحسن صحبته ما بقي معنا " ] . [ ولما وافى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  المدينة ،   قال   nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم     : جلست في البيت لما بي من الهم والحياء ، فأنزل الله تعالى سورة المنافقين في تصديقي وتكذيب  عبد الله  فلما نزلت أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذن  زيد ،  فقال : " يا  زيد ،  إن الله تعالى صدقك وأوفى بأذنك " ، وكان  عبد الله بن أبي  بقرب  المدينة ،   فلما أراد أن يدخلها جاء ابنه   nindex.php?page=showalam&ids=4897عبد الله بن عبد الله  حتى أناخ على مجامع طرق  المدينة      ] . فلما أن جاء  عبد الله بن أبي  قال ابنه : وراءك ! قال : ما لك ؟ ويلك ؟ ! قال : لا والله لا تدخلها أبدا إلا بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولتعلم اليوم من الأعز من الأذل ؟ فشكا  عبد الله  إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع ابنه ، فأرسل إليه رسول الله " أن خل      [ ص: 224 ] عنه حتى يدخل " فقال : أما إذ جاء أمر النبي عليه الصلاة والسلام فنعم ، فدخل ، فلما نزلت هذه السورة وبان كذبه قيل له : يا  أبا حباب  إنه قد نزلت فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستغفر لك ، فلوى رأسه ، فذلك قوله : (  وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم     ) الآية     .