صفحة جزء
سورة التحريم

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى : ( ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) الآية [ 1 ] .

831 - أخبرنا محمد بن منصور الطوسي ، أخبرني علي بن عمر بن مهدي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا عبد الله بن شبيب قال : حدثنا إسحاق بن محمد ، حدثنا عبد الله بن عمر قال : حدثني أبو النضر مولى عمر بن عبد الله ، عن علي بن عباس ، عن ابن عباس ، عن عمر قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم ولده مارية في بيت حفصة ، فوجدته حفصة معها ، فقالت : لم تدخلها بيتي ؟ ما صنعت بي هذا - من بين نسائك - إلا من هواني عليك . فقال لها : " لا تذكري هذالعائشة ، هي علي حرام إن قربتها " ، قالت حفصة : وكيف تحرم عليك وهي جاريتك ؟ فحلف لها لا يقربها وقال لها : " لا تذكريه لأحد " ، فذكرته لعائشة ، فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرا واعتزلهن تسعا وعشرين ليلة ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ) الآية .

832 - أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ ، أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر ، أخبرنا جعفر بن الحسن الفريابي ، حدثنا منجاب بن الحارث ، حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل ، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه ، فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فعرفت فسألت عن ذلك ، فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل ، فسقت منه النبي - صلى الله عليه وسلم - شربة قلت : أما والله لنحتالن له ، فقلت لسودة بنت زمعة : إنه سيدنو منك إذا دخل عليك فقولي له : يا رسول الله ، أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول لك : سقتني حفصة شربة عسل ، فقولي : جرست نحله العرفط وسأقول ذلك ، وقولي أنت يا صفية ذلك ، قالت تقول سودة : فوالله ما هو إلا أن أقام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمرتني به ، فلما دنا منها قالت له سودة : يا رسول الله أكلت [ ص: 227 ] مغافير ؟ قال : " لا " ، قالت : فما هذه الريح التي أجد منك ؟ قال : " سقتني حفصة شربة عسل " ، قالت : جرست نحله العرفط . قالت : فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك ، فلما دار إلى حفصة قالت : يا رسول الله أسقيك منه ؟ قال : " لا حاجة لي فيه " ، تقول سودة : سبحان الله لقد حرمناه ، قلت لها : اسكتي . رواه البخاري عن فروة [ بن أبي المغراء ] ، ورواه مسلم عن سويد بن سعيد ، كلاهما عن علي بن مسهر .

833 - أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب ، حدثنا يحيى بن حكيم ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة : أن سودة بنت زمعة كانت لها خئولة باليمن ، وكان يهدى إليها العسل ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل ، وكانت حفصة وعائشة متآخيتين على سائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت إحداهما للأخرى : أما ترين إلى هذا ؟ قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل ! فإذا دخل [ عليك ] فخذي بأنفك ، فإذا قال : ما لك ؟ قولي : أجد منك ريحا لا أدري ما هي ؟ فإنه إذا دخل علي قلت مثل ذلك . فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخذت بأنفها فقال : " ما لك ؟ " قالت : ريحا أجد منك وما أراه إلا مغافير ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذا وجدها ، ثم إذا دخل على الأخرى قالت له مثل ذلك ، فقال : " لقد قالت لي هذا فلانة ، وما هذا إلا من شيء أصبته في بيت سودة ، ووالله لا أذوقه أبدا " . قال ابن أبي مليكة : قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في هذا : ( ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية