صفحة جزء
قوله تعالى : ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) الآية [ 221 ] .

135 - أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو الحافظ ، أخبرنا جدي [ أخبرنا ] أبو عمرو أحمد بن محمد الجرشي ، حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، حدثنا أبو خالد ، حدثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان قال : نزلت في أبي مرثد الغنوي : استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، في [ ص: 38 ] عناق أن يتزوجها ، وهي امرأة مسكينة من قريش ، وكانت ذات حظ من جمال ، وهي مشركة ، وأبو مرثد مسلم ، فقال : يا نبي الله ، إنها لتعجبني ، فأنزل الله عز وجل ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ) .

136 - أخبرنا أبو عثمان ، أخبرنا جدي ، أخبرنا أبو عمرو ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط ، عن السدي ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس في هذه الآية قال : نزلت في عبد الله بن رواحة ، وكانت له أمة سوداء ، وإنه غضب عليها فلطمها ، ثم إنه فزع فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأخبره خبرها ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما هي يا عبد الله ؟ فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله فقال : يا عبد الله هذه مؤمنة . فقال عبد الله : فوالذي بعثك بالحق [ نبيا ] لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل ، فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا : نكح أمة ! وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله تعالى فيهم : ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ) الآية .

137 - وقال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بعث رجلا من غني يقال له : مرثد بن أبي مرثد ، حليفا لبني هاشم ، إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسراء ، فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها : عناق ، وكانت خليلة له في الجاهلية ، فلما أسلم أعرض عنها ، فأتته فقالت : ويحك يا مرثد ألا نخلو ؟ فقال لها : إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ، ولكن إن شئت تزوجتك ، إذا رجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، استأذنته في ذلك ثم تزوجتك . فقالت له أبي تتبرم ؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ، ثم خلوا سبيله . فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، راجعا وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها ، فقال : يا رسول الله أيحل لي أن أتزوجها ؟ أنزل الله ينهاه عن ذلك قوله : ( ولا تنكحوا المشركات ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية