صفحة جزء
قوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) الآية [ 223 ] .

141 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، أخبرنا حاجب بن أحمد ، حدثنا عبد الرحيم بن منيب ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن المنكدر ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : كانت اليهود تقول في الذي يأتي امرأته من دبرها في قبلها : إن الولد يكون أحول ، فنزل ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) . رواه البخاري ، عن أبي نعيم . ورواه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، كلاهما عن سفيان .

142 - أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو سعيد إسماعيل بن أحمد الخلالي ، أخبرنا عبد الله بن زيد البجلي ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا المحاربي ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبان بن مسلم ، عن مجاهد قال : عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحة الكتاب إلى خاتمته ، أوقفه عند كل آية منه فأسأله عنها ، حتى انتهى إلى هذه الآية : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) فقال ابن عباس : إن هذا الحي من قريش كانوا يشرحون النساء [ بمكة ] ، ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات ، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار ، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة ، فأنكرن ذلك وقلن : هذا شيء لم نكن نؤتى عليه . فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى في ذلك : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) قال : إن شئت مقبلة ، وإن شئت مدبرة ، وإن شئت باركة ، وإنما يعني بذلك موضع الولد للحرث . يقول : ائت الحرث حيث شئت . رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه ، عن أبي زكريا العنبري ، عن محمد بن عبد السلام ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن المحاربي .

[ ص: 40 ] 143 - أخبرنا سعيد بن محمد الحياني ، أخبرنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه ، حدثنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن جعد ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، سمعت جابرا قال : قالت اليهود : إن الرجل إذا أتى امرأته باركة كان الولد أحول ، فأنزل الله عز وجل : ( نساؤكم حرث لكم ) الآية .

144 - أخبرنا سعيد بن محمد الحياني ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشرقي ، أخبرنا أبو الأزهر ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبو كريب قال : سمعت النعمان بن راشد [ يحدث عن الزهري ] عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قالت اليهود : إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء ولدها أحول ، فنزلت : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) إن شاء مجبية ، وإن شاء غير مجبية ، غير أن ذلك في صمام واحد . رواه مسلم عن هارون بن معروف ، عن وهب بن جرير . قال الشيخ أبو حامد بن الشرقي : هذا حديث جليل يساوي مائة حديث ، لم يروه عن الزهري إلا النعمان بن راشد .

145 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المطوعي ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا أبو علي ، حدثنا زهير ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا يعقوب القمي ، حدثنا جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هلكت . فقال : وما الذي أهلكك ؟ قال : حولت رحلي الليلة ، قال : فلم يرد عليه شيئا ، فأوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه الآية : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) يقول : أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة .

146 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصفهاني ، حدثنا عبد الله بن محمد الحافظ ، حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا المحاربي عن ليث ، عن أبي صالح ، عن سعيد بن المسيب : أنه سئل عن قوله : ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) قال : نزلت في العزل .

147 - وقال ابن عباس في رواية الكلبي : نزلت في المهاجرين لما قدموا المدينة ذكروا إتيان النساء فيما بينهم ، والأنصار واليهود من بين أيديهن ومن خلفهن ، إذا كان المأتي واحدا في الفرج ، فعابت اليهود ذلك إلا من بين أيديهن خاصة ، وقالوا : إنا لنجد في كتاب الله التوراة أن كل إتيان يؤتى النساء غير مستلقيات دنس عند الله ومنه يكون الحول والخبل . فذكر المسلمون ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا : إنا كنا في الجاهلية وبعد ما أسلمنا نأتي النساء كيف شئنا . وإن اليهود عابت علينا ذلك وزعمت لنا كذا وكذا . فأكذب الله تعالى اليهود ونزل عليه يرخص لهم : ( نساؤكم حرث لكم ) يقول : الفرج مزرعة للولد ( فأتوا حرثكم أنى شئتم ) يقول : كيف شئتم ، من بين يديها ومن خلفها في الفرج .

التالي السابق


الخدمات العلمية