مسائل تتعلق بهذه الآية الكريمة 
المسألة الأولى : اعلم أن 
السحر يطلق في اللغة على كل شيء خفي سببه ولطف ودق . ولذلك تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء : أخفى من السحر . ومنه قول 
مسلم بن الوليد الأنصاري    : 
جعلت علامات المودة بيننا مصائد لحظ هن أخفى من السحر     فأعرف منها الوصل في لين طرفها 
وأعرف منها الهجر في النظر الشزر 
ولهذا قيل لملاحة العينين : سحر . لأنها تصيب القلوب بسهامها في خفاء . ومنه قول المرأة التي شببت 
بنصر بن حجاج السلمي    : 
وانظر إلى السحر يجري في لواحظه     وانظر إلى دعج في طرفه الساجي 
المسألة الثانية : اعلم أن السحر في الاصطلاح لا يمكن حده بحد جامع مانع . لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته ، ولا يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعا لها مانعا لغيرها . ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حده اختلافا متباينا .