قوله تعالى : وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور ، قوله : 
وهو الذي أحياكم ، أي : بعد أن كنتم أمواتا في بطون أمهاتكم قبل نفخ الروح فيكم فهما إحياءتان ، وإماتتان كما بينه بقوله : 
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون   [ 2 \ 28 ] وقوله تعالى : 
قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين الآية [ 40 \ 11 ] . 
ونظير آية " الحج " المذكورة هذه قوله تعالى ، في " الجاثية " : 
قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه   [ 45 \ 26 ] ، وكفر الإنسان المذكور في هذه الآية في قوله : 
إن الإنسان لكفور مع أن الله أحياه مرتين ، وأماته مرتين ، هو الذي دل القرآن على استعباده وإنكاره مع دلالة الإماتتين والإحياءتين على وجوب الإيمان   
[ ص: 298 ] بالمحيي المميت ، وعدم الكفر به في قوله : 
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم الآية [ 2 \ 28 ] .