[ ص: 452 ] المسألة الحادية والعشرون : اعلم أن الظاهر فيما 
لو قال رجل لآخر زنأت بالهمزة ، أن القاذف إن كان عاميا لا يفرق بين المعتل والمهموز أنه يحد لظهور قصده لقذفه بالزنى ، وإن كان عالما بالعربية ، وقال : إنما أردت بقولي : زنأت بالهمزة معناه اللغوي ، ومعنى زنأت بالهمزة : لجأت إلى شيء ، أو صعدت في جبل ، ومنه قول 
قيس بن عاصم المنقري  يرقص ابنه حكيما وهو صغير : 
أشبه أبا أمك أو أشبه حمل ولا تكونن كهلوف وكل     يصبح في مضجعه قد انجدل 
وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل 
ومحل الشاهد منه قوله : زنأ في الجبل أي صعودا فيه ، والهلوف الثقيل الجافي العظيم اللحية ، والوكل الذي يكل أمره إلى غيره ، وزعم 
الجوهري  أن هذا الرجز لأم الصبي المذكور ترقصه به وهي 
منفوسة ابنة زيد الفوارس  ، ورد ذلك على 
الجوهري  أبو محمد بن بري  ، ورواه هو وغيره على ما ذكرنا ، قال : وقالت أمه ترد على أبيه : 
أشبه أخي أو أشبهن أباكا     أما أبي فلن تنال ذاكا 
تقصر أن تناله يداكا 
قاله في اللسان .