صفحة جزء
قوله تعالى : ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم .

تقدم إيضاحه في سورة " الحج " ، وغيرها . قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا . الظهير في اللغة : المعين ، ومنه قوله تعالى : والملائكة بعد ذلك ظهير [ 66 \ 4 ] وقوله تعالى : قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين [ 28 \ 17 ] .

ومعنى قوله في هذه الآية الكريمة : وكان الكافر على ربه ظهيرا ، على أظهر الأقوال : وكان الكافر معينا للشيطان ، وحزبه من الكفرة على عداوة الله ورسله ، فالكافر من حزب الشيطان يقاتل في سبيله أولياء الله ، الذين يقاتلون في سبيل الله ، فالكافر يعين الشيطان وحزبه في سعيهم ; لأن تكون كلمة الله ليست هي العليا ، وهذا المعنى دلت عليه [ ص: 69 ] آيات من كتاب الله ; كقوله تعالى : الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان الآية [ 4 \ 76 ] ومعلوم أن الذي يقاتل في سبيل الطاغوت ، المقاتلين في سبيل الله ، أنه على ربه ظهير .

وقوله تعالى : واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون [ 36 \ 74 - 75 ] على قول من قال : إن الجند المحضرون هم الكفار ، يقاتلون عن آلهتهم ويدافعون عنها ، ومن قاتل عن الأصنام مدافعا عن عبادتها ، فهو على ربه ظهير ، وكونه ظهيرا على ربه ، أي : معينا للشيطان وحزبه على عداوة الله ورسله ; ككونه عدوا له المذكور في قوله تعالى : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين [ 2 \ 98 ] وقوله تعالى : ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون [ 41 \ 19 ] ومعلوم بالضرورة أن جميع الخلق لو تعاونوا على عداوة الله لا يمكن أن يضروه بشيء ، وإنما يضرون بذلك أنفسهم : ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد [ 35 \ 15 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية