قوله تعالى : ( 
يكاد البرق يخطف أبصارهم   ) 
أي : يكاد نور القرآن لشدة ضوئه يعمي بصائرهم ، كما أن البرق الخاطف الشديد النور يكاد يخطف بصر ناظره ، ولا سيما إذا كان البصر ضعيفا ; لأن البصر كلما كان أضعف كان النور أشد إذهابا له . كما قال الشاعر : [ الكامل ] 
مثل النهار يزيد أبصار الورى نورا ويعمي أعين الخفاش 
وقال الآخر : [ الطويل ] 
خفافيش أعماها النهار بضوئه     ووافقها قطع من الليل مظلم 
وبصائر الكفار والمنافقين في غاية الضعف . فشدة ضوء النور تزيدها عمى . وقد صرح تعالى بهذا العمى في قوله : ( 
أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى   ) [ 13 \ 19 ] وقوله : ( 
وما يستوي الأعمى والبصير   ) إلى غير ذلك من الآيات . 
وقال بعض العلماء : يكاد البرق يخطف أبصارهم ؛ أي : يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين .