قوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين   . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن نبيه - صلى الله عليه وسلم - لا يهدي من أحب هدايته ، ولكنه جل   
[ ص: 154 ] وعلا هو الذي يهدي من يشاء هداه ، وهو أعلم بالمهتدين . 
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية جاء موضحا في آيات كثيرة ; كقوله تعالى : 
إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل الآية [ 16 \ 37 ] ، وقوله : 
ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم   [ 5 \ 41 ] ، إلى غير ذلك من الآيات ، كما تقدم إيضاحه . 
وقوله : 
وهو أعلم بالمهتدين ، جاء معناه موضحا في آيات كثيرة ; كقوله : 
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى   [ 53 \ 30 ] ، وقوله تعالى : 
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين   [ 16 \ 125 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة ، وقد أوضحنا سابقا أن الهدى المنفي عنه - صلى الله عليه وسلم - ، في قوله تعالى هنا : 
إنك لا تهدي من أحببت ، هو هدى التوفيق ; لأن التوفيق بيد الله وحده ، وأن الهدى المثبت له - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : 
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم   [ 42 \ 52 ] ، هو هدى الدلالة على الحق والإرشاد إليه ، ونزول قوله تعالى : 
إنك لا تهدي من أحببت ، في أبي طالب مشهور معروف .