صفحة جزء
قوله تعالى : ولا تصعر خدك للناس .

معناه : لا تتكبر على الناس ، ففي الآية نهي عن التكبر على الناس ، والصعر : الميل ، والمتكبر يميل وجهه عن الناس متكبرا عليهم معرضا عنهم ، والصعر : الميل ، وأصله : داء يصيب البعير يلوي منه عنقه ، ويطلق على المتكبر يلوي عنقه ويميل خده عن الناس تكبرا عليهم ، ومنه قول عمرو بن حني التغلبي :


وكنا إذا الجبار صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما



وقول أبي طالب :

وكنا قديما لا نقر ظلامة     إذا ما ثنوا صعر الرءوس نقيمها



[ ص: 181 ] ومن إطلاق الصعر على الميل قول النمر بن تولب العلكي :

إنا أتيناك وقد طال السفر     نقود خيلا ضمرا فيها صعر



وإذا علمت أن معنى قوله : ولا تصعر خدك للناس ، لا تتكبر عليهم .

فاعلم أنا قدمنا في سورة " الأعراف " في الكلام على قوله تعالى : فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين [ 7 \ 13 ] ، الآيات القرآنية الدالة على التحذير من الكبر المبينة لكثرة عواقبه السيئة ، وأوضحنا ذلك مع بعض الآيات الدالة على حسن التواضع ، وثناء الله على المتواضعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية