قوله تعالى : 
إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء   . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أمرين : 
أحدهما : أنه 
إن شاء خسف الأرض بالكفار ، خسفها بهم لقدرته على ذلك .  
[ ص: 366 ] والثاني : أنه 
إن شاء أن يسقط عليهم كسفا من السماء ، فعل ذلك أيضا لقدرته عليه   . 
أما الأول : الذي هو أنه لو شاء أن يخسف بهم الأرض لفعل ، فقد ذكره تعالى في غير هذا الموضع ; كقوله تعالى : 
من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور   [ 67 \ 16 ] ، وقوله تعالى : 
أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر الآية [ 17 \ 68 ] ، وقوله تعالى : 
لولا أن من الله علينا لخسف بنا   [ 28 \ 82 ] ، وقوله تعالى في " الأنعام " : 
أو من تحت أرجلكم الآية [ 6 \ 65 ] . 
وقوله هنا : 
أو نسقط عليهم كسفا من السماء ، قد بينا في سورة " بني إسرائيل " ، أنه هو المراد بقوله تعالى عن الكفار : 
أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا الآية [ 17 \ 92 ] . وقرأه 
حمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي    : 
إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء بالياء المثناة التحتية في الأفعال الثلاثة ، أعني : يشأ ، ويخسف ، ويسقط ; وعلى هذه القراءة فالفاعل ضمير يعود إلى الله تعالى ، أي : إن يشأ هو ، أي : الله ، يخسف بهم الأرض ، وقرأ الباقون بالنون الدالة على العظمة في الأفعال الثلاثة ، أي : إن نشأ نحن . . إلخ ، وقرأ 
حفص  عن 
عاصم    : كسفا بفتح السين ، والباقون بسكونها والكسف بفتح السين القطع ، والكسف بسكون السين واحدها .