قوله تعالى : 
ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون   . قوله : جبلا كثيرا ، أي : خلقا كثيرا ; كقوله تعالى : 
واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين   [ 26 \ 184 ] ، وما تضمنته هذه الآية الكريمة ، من كون 
الشيطان أضل خلقا كثيرا من بني آدم جاء مذكورا في غير هذا الموضع ; كقوله تعالى : 
ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس   [ 6 \ 128 ] ، أي : قد استكثرتم أيها الشياطين ، من إضلال الإنس ، وقد قال إبليس : 
لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا   [ 17 \ 62 ] ، وقد بين تعالى أن هذا الظن الذي ظنه بهم من أنه يضلهم جميعا إلا القليل صدقه عليهم ; وذلك في قوله تعالى : 
ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين   [ 34 \ 20 ] ، كما تقدم إيضاحه . وقرأ هذا الحرف نافع 
وعاصم    : جبلا بكسر الجيم والباء ، وتشديد اللام . وقرأه 
ابن كثير  وحمزة   nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي    : جبلا ، بضم الجيم والباء وتخفيف اللام . وقرأه 
أبو عمرو  وابن عامر    : جبلا ، بضم الجيم وتسكين الباء مع تخفيف اللام ، وجميع القراءات بمعنى واحد ، أي : خلقا كثيرا .