قوله تعالى : 
قرآنا عربيا غير ذي عوج   . قد قدمنا الآيات الموضحة له في أول سورة الكهف ، في الكلام على قوله تعالى : 
ولم يجعل له عوجا قيما الآية [ 18 \ 1 - 2 ] . وقوله في هذه الآية الكريمة : قرآنا انتصب على الحال وهي حال مؤكدة ، والحال في الحقيقة هو عربيا ، وقرآنا توطئة له وقيل انتصب على المدح . 
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : عربيا ، أي : لأنه بلسان عربي كما قال تعالى : 
لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين   [ 16 \ 103 ] . وقال تعالى في أول سورة 
يوسف    : 
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون   [ 43 \ 3 ] . وقال في أول الزخرف : 
إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون   [ 43 \ 3 ] . وقال في طه 
وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا   [ 20 \ 113 ] وقال تعالى في فصلت : 
ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي   [ 41 \ 44 ] وقال تعالى في الشعراء : 
وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين   [ 26 \ 192 - 195 ] وقال تعالى في سورة الشورى : 
وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها الآية [ 42 \ 7 ] . 
وقال تعالى في الرعد : 
وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق   [ 13 \ 37 ] إلى غير ذلك من الآيات . 
وهذه الآيات القرآنية تدل على شرف اللغة العربية وعظمها ، دلالة لا ينكرها إلا مكابر .