قوله تعالى : 
وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا . الزمر : الأفواج المتفرقة ، واحده زمرة ، وقد عبر تعالى عنها هنا بالزمر ، وعبر عنها في الملك بالأفواج في قوله تعالى : 
كلما ألقي فيها فوج الآية [ 67 \ 8 ] ، وعبر عنها في الأعراف بالأمم في قوله تعالى : 
قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم الآية [ 7 \ 38 ] . 
وقال في فصلت : 
وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين   [ 41 \ 25 ] وقال تعالى : 
هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار   [ 38 \ 59 ] . 
ومن إطلاق الزمر على ما ذكرنا قوله :  
[ ص: 370 ] وترى الناس إلى منزله زمرا تنتابه بعد زمر 
وقول الراجز : 
إن العفاة بالسيوب قد غمر     حتى احزألت زمرا بعد زمر 
قوله تعالى : 
حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها   . لم يبين جل وعلا هنا عدد أبوابها المذكورة ، ولكنه بين ذلك ، في سورة الحجر في قوله : 
وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم   [ 16 \ 43 - 44 ] . 
وقوله تعالى : 
وفتحت أبوابها قرأه 
نافع  وابن كثير  وأبو عمرو  وابن عامر    : ( فتحت ) بالتاء . 
قوله تعالى : 
وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين   . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة 
بني إسرائيل  ، في الكلام على قوله تعالى : 
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا   [ 17 \ 15 ] .