قوله تعالى : 
فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون   . قوله هنا : فإذا جاء أمر الله أي قامت القيامة ، كما قدمنا إيضاحه في قوله تعالى : 
أتى أمر الله فلا تستعجلوه   [ 16 \ 1 ] أي : فإذا قامت القيامة قضى بين الناس بالحق الذي لا يخالطه حيف ولا جور ، كما قال تعالى : 
وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق الآية [ 39 \ 69 ] . 
وقال تعالى : 
وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق   [ 39 \ 75 ] . 
والحق المذكور في هذه الآيات : هو المراد بالقسط المذكور في سورة 
يونس  في قوله تعالى : 
ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط   [ 10 \ 47 ] . 
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أنه إذا قامت القيامة يخسر المبطلون ، أوضحه جل وعلا في سورة الجاثية في قوله تعالى : 
ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون   [ 45 \ 27 ] . 
والمبطل هو : من مات مصرا على الباطل . 
وخسران المبطلين المذكور هنا قد قدمنا بيانه في سورة 
يونس  في الكلام على قوله تعالى : 
قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين   [ 10 \ 45 ] .