قوله - تعالى - : 
ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون   . 
هذا 
الذي ادعوه على النبي - صلى الله عليه وسلم - افتراء ، من أنه معلم ، يعنون أن هذا القرآن علمه إياه بشر ، وأنه - صلى الله عليه وسلم - مجنون - قد بينا الآيات الموضحة لإبطاله . 
أما دعواهم أنه معلم فقد قدمنا الآيات الدالة على تلك الدعوى في سورة " النحل " في الكلام على قوله - تعالى - : 
ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر   [ 16 \ 103 ] . وفي سورة " الفرقان " في الكلام على قوله - تعالى - : 
وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون إلى قوله 
فهي تملى عليه بكرة وأصيلا   [ 25 \ 4 - 5 ] . 
وبينا الآيات الموضحة لافترائهم وتعنتهم في سورة " النحل " في الكلام على قوله - تعالى - : 
لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين   [ 16 \ 103 ] . 
وفي الفرقان في الكلام على قوله - تعالى - : 
فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا أساطير الأولين اكتتبها الآية [ 25 \ 4 - 5 ] . 
وأما دعواهم أنه مجنون ، فقد قدمنا الآيات الموضحة لها ولإبطالها في سورة " 
قد   [ ص: 176 ] أفلح المؤمنون   " في الكلام على قوله - تعالى - : 
أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق الآية [ 23 \ 70 ] .