قوله تعالى : على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين   .  
[ ص: 517 ] السرر جمع سرير ، وقد بين تعالى أن سررهم مرفوعة في قوله في الغاشية : 
فيها سرر مرفوعة   [ 18 \ 13 ] ، وقوله تعالى : موضونة منسوجة بالذهب ، وبعضهم يقول بقضبان الذهب مشبكة بالدر والياقوت ، وكل نسج أحكم ودخل بعضه في بعض تسميه العرب وضنا ، وتسمي المنسوج به موضونا ووضينا ، ومنه الدرع الموضونة إذا أحكم نسجها ودخل بعض حلقاتها في بعض . 
ومنه قول 
الأعشى    : 
ومن نسج داود  موضونة تساق مع الحي عيرا فعيرا 
وقوله أيضا : 
وبيضاء كالنهي موضونة     لها قونس فوق جيب البدن 
ومن هذا القبيل تسمية البطان الذي ينسج من السيور ، مع إدخال بعضها في بعض - وضينا . 
ومنه قول 
الراجز    : 
إليك تعدو قلقا وضينها     معترضا في بطنها جنينها 
مخالفا دين النصارى دينها 
وهذه السرر المزينة هي المعبر عنها بالأرائك في قوله : 
متكئين فيها على الأرائك   [ 18 \ 31 ] ، وقوله : 
هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون   [ 36 \ 56 ] . وقوله في هذه الآية الكريمة متكئين حال من الضمير في قوله : 
على سرر والتقدير : استقروا على سرر في حال كونهم متكئين عليها . 
وما ذكره - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة من كونهم على سرر متقابلين ، أي ينظر بعضهم إلى وجه بعض ، كلهم يقابل الآخر بوجهه ، جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى في الحجر : 
ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين   [ 15 \ 47 ] وقوله في الصافات : 
أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين   [ 37 \ 41 - 44 ] .