وبمناسبة اختصاص هذه المساجد الأربعة بمزيد الفضل وزيادة مضاعفة الصلاة ، فإن في 
المسجد النبوي  خاصة عدة مباحث طالما أشير إليها في عدة مواضع وهي من الأهمية بمكان ، وأهمها أربعة مباحث نوردها بإيجاز ، وهي : 
الأول : مضاعفة الصلاة بألف . وهل هي خاصة بمسجده - صلى الله عليه وسلم - الذي كان من بنائه - صلى الله عليه وسلم - ، أم يشمل ذلك ما دخله من زيادات . 
وكذلك امتداد الصفوف خارجه عن الزحمة ، وهل هي في الفرض فقط أم فيه وفي النفل ؟ ، وهل هي للرجال والنساء أم للرجال فقط ؟ .  
[ ص: 328 ] وقضية الأربعين صلاة الثانية بعد التوسعة الأولى 
لعمر  وعثمان  ، ونقل المحراب إلى القبلة عن الروضة ، فأي الصفين أفضل ؟ الصف الأول أم صفوف الروضة . 
الثالثة : صلاة المأمومين عند الزحام أمام الإمام . 
الرابعة : حديث شد الرحال والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يأتي مبحث موجب الربط بين أول الآية وآخرها ، 
وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا 
لما فيه من التنويه والإيماء إلى بناء المساجد على القبور مع تمحيص العبادة لله وحده . 
وتلك المباحث كنت قد فصلتها في رسالة 
المسجد النبوي  التي كتبتها من قبل ، ونجمل ذلك هنا . 
المبحث الأول . 
هل الفضلية خاصة بالفرض ، أم بالنفل ؟ اتفق الجمهور على الفرض ، ووقع الخلاف في النفل ، ما عدا تحية المسجد ركعتين بعد الجمعة وركعتين قبل المغرب . 
وأما الخلاف في النوافل الراتبة في الصلوات الخمس وفي قيام الليل ، وسبب الخلاف هو عموم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009712صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه   " فمن حمله على العموم شمله بالنافلة ، ومن حمل العموم على الأصل فيه قصره على الفريضة ، إذ العام على الإطلاق يحمل على الأخص منه ، وهي الفريضة . 
وقد جاء حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت  عند 
أبي داود  وغيره : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009713أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة   " . 
وجاء التصريح بمسجده بقوله : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009714صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة   " . 
وما جاء عن 
الترمذي  في الشمائل ومجمع الزوائد : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009715أن  nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد  سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في بيته والصلاة في المسجد ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : " قد ترى ما أقرب بيتي من المسجد ; فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد ، إلا أن تكون المكتوبة " . 
وفي رواية : " أرأيت قرب بيتي من المسجد ؟ " ، قال : بلى . قال : " فإني   [ ص: 329 ] أصلي النافلة في بيتي "   .