صفحة جزء
[ ص: 12 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة العلق

قوله تعالى : اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .

في هذه الآيات الخمس تسع مسائل مرتبط بعضها ببعض ارتباط السبب بالمسبب ، والعام بالخاص ، والدليل بالمدلول عليه ، وكلها من منهج هذا الكتاب المبارك . وفي الواقع أنها كلها مسائل أساسية بالغة الأهمية عظيمة الدلالة .

وقد قال عنها ابن تيمية : إنها وأمثالها من السور التي فيها العجائب ، وذلك لما جاء فيها من التأسيس لافتتاحية تلك الرسالة العظيمة ، ولا تستطيع إيفاءها حقها عجزا وقصورا .

وقد كتب فيها شيخ الإسلام ابن تيمية بأسلوبه مائتين وعشرين صفحة متتالية ، وفصلا آخر في مباحث تتصل بها ، ولو أوردنا كل ما يسعنا مما تحتمله ، لكان خروجا عن موضوع الكتاب ، ولذا فإنا نقصر القول على ما يتصل بموضوعه ، إلا ما جرى القلم به مما لا يمكن تركه ، وبالله تعالى التوفيق .

أما المسائل التسع التي ذكرت هنا ، فإنا نوردها لنتقيد بها وهي :

أولا : الأمر بالقراءة ، يوجه لنبي أمي .

والثانية : كون القراءة هذه باسم الرب سبحانه مضافا للمخاطب صلى الله عليه وسلم باسم ربك .

الثالثة : وصف للرب الذي خلق بدلا من اسم الله ، واسم الذي يحيي ويميت أو غير ذلك .

الرابعة : خلق الإنسان بخصوصه ، بعد عموم خلق وإطلاقه .

[ ص: 13 ] الخامسة : خلق الإنسان من علق ، ولم يذكر ما قبل العلقة من نطفة أو خلق آدم من تراب .

السادسة : إعادة الأمر بالقراءة مع " وربك الأكرم " بدلا من أي صفة أخرى ، وبدلا من الذي خلق المتقدم ذكره .

الثامنة : التعليم بالقلم .

التاسعة : تعليم الإنسان ما لم يعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية