صفحة جزء
قوله تعالى : إن شانئك هو الأبتر [ 3 ] . قال البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : " شانئك " : عدوك ا هـ .

[ ص: 131 ] والأبتر : هو الأقطع الذي لا عقب له .

وأنشد أبو حيان ، قول الشاعر :


لئيم بدت في أنفه خنزوانة على قطع ذي القربى أجذ أباتر



وقال : " شانئك " : مبغضك .

وفي هذه الآية يخبر سبحانه وتعالى : أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقطع .

فقيل : نزلت في العاص بن وائل .

قال لقريش : دعوه ، فإنه أبتر لا عقب له ، إذا مات استرحتم ، فأنزلها الله تعالى ردا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد جاء مصداقها بالفعل في قوله تعالى : في غزوة بدر في قوله تعالى : ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين [ 8 \ 7 ] فقتل صناديد قريش ، وصدق الوعيد فيهم .

ومثله عموم قوله تعالى : فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين [ 6 \ 45 ] .

وجاء : تبت يدا أبي لهب وتب [ 111 \ 1 ] .

فهي في معناها أيضا .

وبقي ذكر رسول صلى الله عليه وسلم في عقبه من آل بيته ، وفي أمته كلها .

كما تقدم في قوله تعالى : ورفعنا لك ذكرك [ 94 \ 4 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية