قوله تعالى : 
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون   .  
[ ص: 202 ] هذه الآية تدل بظاهرها على عدم إيمان الكفار ، وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الكفار يؤمن بالله ورسوله كقوله تعالى : 
قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف الآية [ 8 \ 38 ] ، وكقوله : 
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم   [ 4 \ 94 ] ، وكقوله : 
ومن هؤلاء من يؤمن به   [ 29 \ 47 ] . 
ووجه الجمع ظاهر ، وهو أن الآية من العام المخصوص ، لأنها في خصوص الأشقياء الذين سبقت لهم في علم الله الشقاوة المشار إليهم بقوله : 
إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم   [ 10 \ 96 - 97 ] ، ويدل لهذا التخصيص قوله تعالى : 
ختم الله على قلوبهم الآية [ 2 \ 7 ] . 
وأجاب البعض بأن المعنى لا يؤمنون ، ما دام الطبع على قلوبهم وأسماعهم والغشاوة على أبصارهم ، فإن أزال الله عنهم ذلك بفضله آمنوا .