قوله تعالى : 
أو آخران من غيركم الآية . 
هذه الآية تدل على قبول 
شهادة الكفار على الوصية في السفر ، وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك كقوله : 
إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون   [ 16 105 ] . 
وقوله : 
ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون   [ 24 \ 4 ] ، أي فالكافرون أحرى برد شهادتهم . 
وقوله : 
وأشهدوا ذوي عدل منكم   [ 65 2 ] . 
وقوله : 
واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء الآية [ 2 282 ] . 
والجواب عن هذا على قول من لا يقبل شهادة الكافرين على الإيصاء في السفر أنه يقول : إن قوله 
أو آخران من غيركم ، منسوخ بآيات اشتراط العدالة ، والذي يقول بقبول شهادتهما يقول هي محكمة مخصصة لعموم غيرها ، وهذا الخلاف معروف ووجه الجواب على كلا القولين ظاهر . 
وأما على قول من قال : إن معنى قوله : 
ذوا عدل منكم   [ 5 \ 95 ] ، أي من قبيلة الموصي ، وقوله : 
أو آخران من غيركم أي من غير قبيلة الموصي من سائر المسلمين ، فلا إشكال في الآية . 
ولكن جمهور العلماء على أن قوله : 
من غيركم أي من غير المسلمين ، وأن قوله : منكم أي من المسلمين . وعليه فالجواب ما تقدم ، والعلم عند الله تعالى .