صفحة جزء
[ ص: 309 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة يوسف

قوله تعالى : وجاء بكم من البدو الآية .

هذه الآية يدل ظاهرها على أن بعض الأنبياء ربما بعث من البادية ، وقد جاء في موضع آخر ما يدل على خلاف ذلك وهو قوله تعالى : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى [ 12 \ 109 ] .

وأجيب عن هذا بأجوبة : منها أن يعقوب نبئ من الحضر ، ثم انتقل بعد ذلك إلى البادية .

ومنها أن المراد بالبدو نزول موضع اسمه بدا ، هو المذكور في قول جميل أو كثير :


وأنت الذي حببت شغبا إلى بدا إلي وأوطاني بلاد سواهما     حللت بهذا مرة ثم مرة
بهذا فطاب الواديان كلاهما

وهذا القول مروي عن ابن عباس ، ولا يخفى بعد هذا القول كما نبه عليه الألوسي في تفسيره .

ومنها أن البدو الذي جاءوا منه مستند للحضر ، فهو في حكمه ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية