[ ص: 361 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة القصص 
قوله تعالى : وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه الآية . 
الخطاب في قوله : " ولك " يدل على أن المخاطب واحد ، وفي قوله : " لا تقتلوه " يدل على أنه جماعة . 
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه : 
الأول : أن صيغة الجمع للتعظيم . 
الثاني : أنها تعني 
فرعون  وأعوانه الذين هموا معه بقتل 
موسى  ، فأفردت الضمير في قولها : " لك " ، لأن كونه : " قرة عين " في زعمها يختص 
بفرعون  دونهم وجمعته في قولها : " لا تقتلوه " ، لأنهم شركاء معه في الهم بقتله . 
الثالث : أنها لما 
استعطفت فرعون  على موسى  التفتت إلى المأمورين بقتل الصبيان قائلة لهم : 
لا تقتلوه   . معللة ذلك بقولها : 
عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا   . 
قوله تعالى : 
قال لأهله امكثوا الآية . 
أهله زوجته بدليل قوله : 
وسار بأهله   [ 28 \ 29 ] ، لأن المعروف أنه 
سار من عند شعيب  بزوجته ابنة 
شعيب  أو غير 
شعيب  على القول بذلك ، وقوله : " امكثوا " : خطاب جماعة الذكور ، فما وجه خطاب المرأة بخطاب جماعة الذكور . 
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه : 
الأول : أن الإنسان يخاطب المرأة بخطاب الجماعة ، تعظيما لها ، ونظيره قول الشاعر :  
[ ص: 362 ] فإن شئت حرمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا 
الثاني : أن معها خادما ، والعرب ربما خاطبت الاثنين خطاب الجماعة . 
الثالث : أنه كان له مع زوجته ولدان له اسم الأكبر منهما : 
جيرشوم  واسم الأصغر 
اليعازر    . 
والجواب الأول ظاهر ، والثاني والثالث محتملان لأنهما من الإسرائيليات ، والعلم عند الله تعالى . 
قوله تعالى : 
إنك لا تهدي من أحببت   . 
قد قدمنا أن وجه الجمع بينه وبين قوله تعالى : 
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم   [ 42 \ 52 ] أن الهدى المنفي عنه صلى الله عليه وسلم هو منح التوفيق والهدى المثبت له هو إبانة الطريق .