قوله تعالى : 
وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس ، إلى قوله : 
إني بريء منكم   . 
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الشيطان غر الكفار ، وخدعهم ، وقال لهم : لا غالب لكم وأنا جار لكم . 
وذكر المفسرون : أنه تمثل لهم في صورة " 
سراقة بن مالك بن جعشم    " سيد 
بني مدلج بن بكر بن كنانة  ، وقال لهم ما ذكر الله عنه ، وأنه مجيرهم من 
بني كنانة  ، وكانت بينهم عداوة ، 
فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه   [ 8 \ 48 ] ، عندما رأى الملائكة وقال لهم : 
إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون ، فكان حاصل أمره أنه غرهم ، وخدعهم حتى أوردهم الهلاك ، ثم تبرأ منهم . 
وهذه هي 
عادة الشيطان مع الإنسان كما بينه تعالى في آيات كثيرة ، كقوله : 
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك الآية [ 59 \ 16 ] . وقوله : 
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم   [ 14 \ 22 ] ، إلى قوله : 
إني كفرت بما أشركتموني من قبل   . وكقوله : 
يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا   [ 4 \ 120 ] ، وقد قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت  رضي الله عنه : [ البسيط ] 
سرنا وساروا إلى بدر لحينهم لو يعلمون يقين الأمر ما ساروا دلاهم بغرور ثم أسلمهم إن الخبيث لمن ولاه غرار