قوله تعالى : ( 
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم   ) 
لم يبين هنا من هذه الأمة التي أجاب الله بها دعاء نبيه 
إبراهيم  وإسماعيل  ، ولم يبين هنا أيضا هذا الرسول المسؤول بعثه فيهم من هو ؟ ولكنه يبين في سورة الجمعة أن تلك الأمة العرب ، والرسول هو سيد الرسل 
محمد  صلى الله عليه وسلم ، وذلك في قوله : ( 
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم   ) [ 62 \ 2 ، 3 ] ; لأن الأميين العرب بالإجماع ، والرسول المذكور نبينا 
محمد    - صلى الله عليه وسلم - إجماعا ، ولم يبعث رسول من ذرية 
إبراهيم  وإسماعيل  إلا نبينا 
محمد    - صلى الله عليه وسلم - وحده . 
وثبت في الصحيح أنه هو الرسول الذي دعا به 
إبراهيم  ، ولا ينافي ذلك عموم رسالته - صلى الله عليه وسلم - إلى الأسود والأحمر .