العجائب وما للمسيح منها   : 
جاء في تعريف العجائب وأنواعها من قاموس الكتاب المقدس ما نصه : 
( ( عجيبة : حادثة تحدث بقوة إلهية خارقة مجرى العادة الطبيعية لإثبات إرسالية من جرت   
[ ص: 129 ] على يده أو فيه . والعجيبة الحقيقية هي فوق الطبيعة لا ضدها تحدث بتوقيف نواميس الطبيعة لا بمعاكستها ، وهي إظهار نظام أعلى من الطبيعة يخضع له النظام الطبيعي ، ولنا في فعل الإرادة مثال يظهر لنا حقيقة أمر العجائب إذ بها نرفع اليد وبذلك نوقف ناموس الثقل ويتسلط الله على قوى الطبيعة ، ويرشدها ، ويمد مدارها أو يحصره ; لأنها عوامل لمشيئته ويناط فعل العجائب بالله وحده أو بمن سمح له بذلك . 
وإذا آمنا بالإله القادر على كل شيء لم يعسر علينا التسليم بإمكان العجائب . وكانت العجيبة الأولى خليقة الكون من العدم بإرادته تعالى . أما 
المسيح  فأقنومه عجيبة أدبية عظيمة وعجائبه لم تكن إلا إظهار هذا الأقنوم وأعماله ، وإذا آمنا 
بالمسيح  ابن الله العديم الخطية لم يعسر علينا تصديق عجائبه . أما الشيطان فعجائبه كذابة . 
ولابد من العجائب لتعزيز الديانة ، فكثيرا ما يستشهد 
المسيح  بعجائبه لإثبات هوته وكونه 
المسيح  ، وكان يفعلها لتمجيد الله ولمنفعة نفوس الناس وأبدانهم ، كان يفعلها ظاهرا أمام جماهير أصحابه وأعدائه ، ولم ينكرها أعداؤه غير أنهم نسبوها لبعلزبول ، وسواء امتحناها بالشهادة من الخارج ، وبمناسبتها إلى إرساليته الإلهية التي ظهرت لكل من كان خاليا من الغرض صحيحة . فإذا لم نسلم بصحتها التزمنا أن نقول بأن مقرريها كذابون ; الأمر الذي لا يسوغ ظنه 
بالمسيح  والرسل . 
وبقيت قوة العجائب في عصر الرسل ، ولما امتدت الديانة المسيحية زال الاضطرار إليها ولا يلزمنا الآن سوى العجائب الأدبية الحاصلة من هذه الديانة مع الشواهد الداخلية على صحتها ، غير أنه يمكن لله تعالى أن يجددها في أي وقت شاء ) ) ا هـ . 
ثم وضع المؤلف حلولا أحصى فيه عجائب العهد القديم من خراب 
سدوم  وعمورة  على 
قوم لوط  إلى ( ( خلاص يونان ( 
يونس    ) بواسطة حوت ) ) فبلغت 67 عجيبة ، وقفى عليه بجدول العجائب المقرونة بحياة 
المسيح  من الحبل به ( ( بفعل 
الروح القدس    ) ) إلى ( ( الصعود إلى السماء ) ) فبلغت 37 ، وعزز الجدولين بثالث في ( ( العجائب التي جرت في عصر الرسل ) ) أي الذين بثوا دعوة 
المسيح  من تلاميذه وغيرهم من ( ( انسكاب 
الروح القدس  يوم الخميس ) ) إلى ( ( شفاء 
أبي بوبليوس  وغيره ) ) فكانت عشرين . وقد صرح بأن 
يوحنا  المعمدان لم يرد في الكتاب أنه صنع عجائب .