صفحة جزء
( الحادية عشرة : الحرية والاستقلال في هذه البينة ) :

قال - تعالى - حكاية عن رسوله نوح - عليه السلام - : - قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون - 28 فيؤخذ من هذه الآية التي بلغها أول المرسلين لقومه ، ومن قوله - تعالى - لخاتم النبيين المرسلين : - ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين - 10 : 99 ومن إنزاله عليه عند إمكان الإكراه في عهد القوة : - لا إكراه في الدين - 2 : 256 أن دعوة الدين والهدى تقوم بالبينة والحجة ، لا كما فعل نصارى الإفرنج ولا تزال تفعل بعض دولهم من نشر النصرانية بالإكراه والقوة ، أو بالخداع والحيلة ، فعلى [ ص: 192 ] كل مسلم أن يكون على بينة من ربه وبصيرة في دينه ، وقد فسروا البصيرة بالحجة ، والدعوة إلى سبيل الله كما أمر بالحكمة والموعظة الحسنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية