فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية

الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

صفحة جزء
وهي مكية كلها ، وقيل نزلت ما بين مكة والمدينة وقت الهجرة .

وقال ابن عباس في رواية عنه وقتادة : إلا أربع آيات .

وأخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة يوسف بمكة .

وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

وأخرج الحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقي : أنه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة ، وذكر قصة وفي آخرها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمهما سورة يوسف ، و اقرأ باسم ربك [ العلق : 1 ] ، ثم رجعا .

وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " أن حبرا من اليهود دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فوافقه وهو يقرأ سورة يوسف ، فقال : يا محمد من علمكها ؟ قال : الله علمنيها ، فعجب الحبر لما سمع منه ، فرجع إلى اليهود ، فقال لهم : والله إن محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة ، فانطلق بنفر منهم حتى دخلوا عليه فعرفوه بالصفة ، ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه فجعلوا سمعهم إلى [ ص: 682 ] قراءته لسورة يوسف فتعجبوا منه ، وأسلموا عند ذلك " وأخرج الثعلبي عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " علموا أقاربكم سورة يوسف ، فإنه أيما مسلم تلاها أو علمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت ، وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلما .

وفي إسناده سلام بن سالم ، ويقال ابن سليم المدائني ، وهو متروك عن هارون بن كثير .

قال أبو حاتم : مجهول ، وقد ذكر له الحافظ ابن عساكر متابعا من طريق القاسم بن الحكم عن هارون بن كثير ، ومن طريق شبابة عن مجلز بن عبد الواحد البصري عن علي بن زيد بن جدعان ، وعن عطاء بن ميمون عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا فذكر نحوه ، وهو منكر من جميع طرقه .

قال القرطبي : قال سعد بن أبي وقاص : أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتلاه عليهم زمانا ، فقالوا : لو حدثتنا ، فنزل قوله تعالى : الله نزل أحسن الحديث [ الزمر 23 ] قال : قال العلماء : وذكر الله أقاصيص الأنبياء في القرآن وكررها بمعنى واحد في وجوه مختلفة بألفاظ متباينة على درجات البلاغة ، وقد ذكر قصة يوسف ولم يكررها ، فلم يقدر مخالف على معارضة ما تكرر ، ولا على معارضة غير المتكرر .

التالي السابق


الخدمات العلمية