فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية

الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

صفحة جزء
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ( 56 ) إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ( 57 ) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ( 58 )

قرأ الجمهور وملائكته بنصب الملائكة عطفا على لفظ اسم إن . وقرأ ابن عباس " وملائكته " بالرفع عطفا على محل اسم إن ، والضمير في قوله : يصلون راجع إلى الله وإلى الملائكة .

وفيه تشريف للملائكة عظيم حيث جعل الضمير لهم ولله - سبحانه - واحدا ، فلا يرد الاعتراض بما ثبت عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - لما سمع قول الخطيب يقول : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى ، فقال : بئس خطيب القوم أنت قل ومن يعص الله ورسوله ، ووجه ذلك أنه ليس لأحد أن يجمع ذكر الله - سبحانه - مع غيره في ضمير واحد . وهذا الحديث ثابت في الصحيح .

وثبت أيضا في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أمر مناديا ينادي يوم خيبر : إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية .

ولأهل العلم أبحاث في الجمع بين الحديثين ليس هذا موضع ذكرها ، والآية مؤيدة للجواز لجعل الضمير فيها لله ولملائكته واحدا ، والتعليل بالتشريف للملائكة يقال مثله في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ويحمل الذم لذلك الخطيب الجامع بينهما على أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - فهم منه إرادة التسوية بين الله - سبحانه - وبين رسوله ، فيختص المنع بمثل ذلك ، وهذا أحسن ما قيل : في الجمع .

وقالت طائفة : في هذه حذف ، والتقدير : إن الله يصلي ، وملائكته يصلون .

وعلى هذا القول فلا تكون الآية مما جمع فيه بين ذكر الله وذكر غيره في ضمير واحد ، ولا يرد أيضا ما قيل : إن الصلاة من الله الرحمة ومن ملائكته الدعاء فكيف يجمع بين هذين المعنيين المختلفين في لفظ يصلون ، ويقال : على القول الأول أنه أريد بـ يصلون معنى مجازي يعم المعنيين ، وذلك بأن يراد بقوله يصلون يهتمون بإظهار شرفه ، أو يعظمون شأنه ، أو يعتنون بأمره .

وحكى البخاري عن أبي العالية أن صلاة الله - سبحانه - ثناؤه عليه عند ملائكته وصلاة الملائكة الدعاء .

وروى الترمذي في سننه عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم أنهم قالوا : صلاة الرب الرحمة ، وصلاة الملائكة الاستغفار .

وحكى الواحدي عن مقاتل أنه قال : أما صلاة الرب فالمغفرة ، وأما صلاة الملائكة فالاستغفار .

وقال عطاء بن أبي رباح : صلاته - تبارك وتعالى - : سبوح وقدوس سبقت رحمتي غضبي .

والمقصود من هذه الآية أن الله - سبحانه - أخبر عباده بمنزلة نبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند ملائكته وأن الملائكة تصلي عليه ، وأمر عباده بأن يقتدوا بذلك ويصلوا عليه .

وقد اختلف أهل العلم في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هل هي واجبة أم مستحبة ؟ بعد اتفاقهم على أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة .

وقد حكى هذا الإجماع القرطبي في تفسيره ، فقال قوم من أهل العلم : إنها واجبة عند ذكره ، وقال قوم : تجب في كل مجلس مرة .

وقد وردت أحاديث مصرحة بذم من سمع ذكر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلم يصل عليه .

واختلف العلماء في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في تشهد الصلاة المفترضة هل هي واجبة أم لا ؟ فذهب الجمهور إلى أنها فيها سنة مؤكدة غير واجبة .

قال ابن المنذر : يستحب أن لا يصلي أحد صلاة إلا صلى فيها على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فإن ترك ذلك تارك فصلاته مجزئة في مذهب مالك وأهل المدينة وسفيان الثوري وأهل الكوفة من أصحاب الرأي وغيرهم ، وهو قول جمهور أهل العلم .

قال : وشذ الشافعي فأوجب على تاركها الإعادة مع تعمد تركها دون النسيان ، وهذا القول عن الشافعي لم يروه عنه إلا حرملة بن يحيى ولا يوجد عن الشافعي إلا من روايته .

قال الطحاوي : لم يقل به أحد من أهل العلم غير الشافعي .

وقال الخطابي ، وهو من [ ص: 1182 ] الشافعية : إنها ليست بواجبة في الصلاة .

قال : وهو قول جماعة الفقهاء إلا الشافعي ولا أعلم له في ذلك قدوة ، انتهى .

وقد قال بقول الشافعي جماعة من أهل العلم منهم الشعبي والباقر ومقاتل بن حيان ، وإليه ذهب أحمد بن حنبل أخيرا ، كما حكاه أبو زرعة الدمشقي ، وبه قال ابن راهويه وابن المواز من المالكية .

وقد جمعت في هذه المسألة رسالة مستقلة ذكرت فيها ما احتج به الموجبون لها وما أجاب به الجمهور ، وأشف ما يستدل به على الوجوب الحديث الثابت بلفظ إن الله أمرنا أن نصلي عليك ، فكيف نصلي عليك في صلاتنا ، فقال : قولوا . . . . . الحديث .

فإن هذا الأمر يصلح للاستدلال به على الوجوب .

وأما على بطلان الصلاة بالترك ووجوب الإعادة لها فلا ، لأن الواجبات لا يستلزم عدمها العدم كما يستلزم ذلك الشروط والأركان .

واعلم أنه قد ورد في فضل الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أحاديث كثيرة لو جمعت لجاءت في مصنف مستقل ولو لم يكن منها إلا الأحاديث الثابتة في الصحيح من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا .

فناهيك بهذه الفضيلة الجليلة والمكرمة النبيلة . وأما صفة الصلاة عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد وردت فيها صفات كثيرة بأحاديث ثابتة في الصحيحين وغيرهما ، منها ما هو مقيد بصفة الصلاة عليه في الصلاة ، ومنها ما هو مطلق ، وهي معروفة في كتب الحديث فلا نطيل بذكرها .

والذي يحصل به الامتثال لمطلق الأمر في هذه الآية هو أن يقول القائل : اللهم صل وسلم على رسولك ، أو على محمد أو على النبي ، أو اللهم صل على محمد وسلم .

ومن أراد أن يصلي عليه ويسلم عليه بصفة من الصفات التي ورد التعليم بها والإرشاد إليها فذلك أكمل ، وهي صفات كثيرة قد اشتملت عليها كتب السنة المطهرة ، وسيأتي بعضها آخر البحث ، وسيأتي الكلام في الصلاة على الآل .

وكان ظاهر هذا الأمر بالصلاة والتسليم في الآية أن يقول القائل : صليت عليه وسلمت عليه ، أو الصلاة عليه والسلام عليه ، أو عليه الصلاة والتسليم ، لأن الله - سبحانه - أمرنا بإيقاع الصلاة عليه والتسليم منا ، فالامتثال هو أن يكون ذلك على ما ذكرنا ، فكيف كان الامتثال لأمر الله لنا بذلك أن نقول : اللهم صل عليه وسلم بمقابلة أمر الله لنا بأمرنا له بأن يصلي عليه ويسلم عليه .

وقد أجيب عن هذا بأن هذه الصلاة والتسليم لما كانتا شعارا عظيما للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وتشريفا كريما وكلنا ذلك إلى الله - عز وجل - وأرجعناه إليه ، وهذا الجواب ضعيف جدا .

وأحسن ما يجاب به أن يقال : إن الصلاة والتسليم المأمور بهما في الآية هما أن نقول : اللهم صل عليه وسلم ، أو نحو ذلك مما يؤدي معناه كما بينه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لنا ، فاقتضى ذلك البيان في الأحاديث الكثيرة أن هذه هي الصلاة الشرعية .

واعلم أن هذه الصلاة من الله على رسوله وإن كان معناها الرحمة فقد صارت شعارا له يختص به دون غيره ، فلا يجوز لنا أن نصلي على غيره من أمته كما يجوز لنا أن نقول : اللهم ارحم فلانا أو رحم الله فلانا ، وبهذا قال جمهور العلماء مع اختلافهم هل هو محرم ، أو مكروه كراهة شديدة ، أو مكروه كراهة تنزيه على ثلاثة أقوال .

وقد قال ابن عباس كما رواه عنه ابن أبي شيبة ، والبيهقي في الشعب لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار .

وقال قوم : إن ذلك جائز لقوله - تعالى - : وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم [ التوبة : 103 ] ولقوله : أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة [ البقرة : 157 ] ولقوله : هو الذي يصلي عليكم وملائكته [ الأحزاب : 43 ] ولحديث عبد الله بن أبي أوفى الثابت في الصحيحين وغيرهما قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل عليهم فأتاه أبي بصدقته فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى .

ويجاب عن هذا بأن هذا الشعار الثابت لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - له أن يخص به من شاء ، وليس لنا أن نطلقه على غيره .

وأما قوله - تعالى - : هو الذي يصلي عليكم وملائكته [ الأحزاب : 43 ] وقوله : أولئك عليهم صلوات من ربهم [ البقرة : 157 ] فهذا ليس فيه إلا أن الله - سبحانه - يصلي على طوائف من عباده كما يصلي على من صلى على رسوله مرة واحدة عشر صلوات ، وليس في ذلك أمر لنا ولا شرعه الله في حقنا ، بل لم يشرع لنا إلا الصلاة والتسليم على رسوله .

وكما أن لفظ الصلاة على رسول الله شعار له ، فكذا لفظ السلام عليه .

وقد جرت عادة جمهور هذه الأمة والسواد الأعظم من سلفها وخلفها على الترضي عن الصحابة والترحم على من بعدهم والدعاء لهم بمغفرة الله وعفوه كما أرشدنا إلى ذلك بقوله - سبحانه - : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا [ الحشر : 10 ] .

ثم لما ذكر - سبحانه - ما يجب لرسوله من التعظيم ذكر الوعيد الشديد للذين يؤذونه ، فقال : إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة قيل : والمراد بالأذى هنا هو فعل ما يكرهانه من المعاصي لاستحالة التأذي منه - سبحانه - .

قال الواحدي : قال المفسرون هم المشركون واليهود والنصارى وصفوا الله بالولد فقالوا : عزير ابن الله ، والمسيح ابن الله ، والملائكة بنات الله ، وكذبوا رسول الله ، وشجوا وجهه وكسروا رباعيته وقالوا : مجنون شاعر كذاب ساحر .

قال القرطبي : وبهذا قال جمهور العلماء .

وقال عكرمة : الأذية لله - سبحانه - بالتصوير والتعرض لفعل ما لا يفعله إلا الله بنحت الصور وغيرها .

وقال جماعة : إن الآية على حذف مضاف ، والتقدير : إن الذين يؤذون أولياء الله ، وأما أذية رسوله فهي كل ما يؤذيه من الأقوال والأفعال ، ومعنى اللعنة : الطرد والإبعاد من رحمته ، وجعل ذلك في الدنيا والآخرة لتشملهم اللعنة فيهما بحيث لا يبقى وقت من أوقات محياهم ومماتهم إلا واللعنة واقعة عليهم ومصاحبة لهم وأعد لهم مع ذلك اللعن عذابا مهينا [ ص: 1183 ] يصيرون به في الإهانة في الدار الآخرة لما يفيده معنى الإعداد من كونه في الدار الآخرة .

ثم لما فرغ من الذم لمن آذى الله ورسوله ذكر الأذية لصالحي عباده ، فقال : والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بوجه من وجوه الأذى من قول أو فعل ، ومعنى بغير ما اكتسبوا أنه لم يكن ذلك لسبب فعلوه يوجب عليهم الأذية ويستحقونها به ، فأما الأذية للمؤمن والمؤمنة بما كسبه مما يوجب عليه حدا أو تعزيرا أو نحوهما ، فذلك حق أثبته الشرع ، وأمر أمرنا الله به وندبنا إليه ، وهكذا إذا وقع من المؤمنين والمؤمنات الابتداء بشتم لمؤمن أو مؤمنة أو ضر ، فإن القصاص من الفاعل ليس من الأذية المحرمة على أي وجه كان ما لم يجاوز ما شرعه الله .

ثم أخبر عما لهؤلاء الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ، فقال : فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا أي : ظاهرا واضحا لا شك في كونه من البهتان والإثم ، وقد تقدم بيان حقيقة البهتان وحقيقة الإثم .

وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس يصلون على النبي يبركون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس أن بني إسرائيل قالوا لموسى : هل يصلي ربك ؟ فناداه ربه : يا موسى سألوك : هل يصلي ربك ؟ فقل : نعم ، أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي ، فأنزل الله على نبيه إن الله وملائكته يصلون على النبي الآية .

وأخرج ابن مردويه عنه قال : إن صلاة الله على النبي هي المغفرة ، إن الله لا يصلي ولكن يغفر ، وأما صلاة الناس على النبي فهي الاستغفار له .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنه قرأ " صلوا عليه كما صلى الله عليه وسلموا تسليما " .

وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت إن الله وملائكته يصلون على النبي الآية ، قلنا : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وأخرجه البخاري ، ومسلم وغيرهما من حديثه بلفظ : قال رجل يا رسول الله : أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، والنسائي من حديث طلحة بن عبيد الله قال : قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ قال : قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .

وفي الأحاديث اختلاف ، ففي بعضها على إبراهيم فقط ، وفي بعضها على آل إبراهيم فقط ، وفي بعضها بالجمع بينهما كحديث طلحة هذا .

وأخرج البخاري ، ومسلم وغيرهما من حديث أبي حميد الساعدي أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا ، وفي بعضها التقييد بالصلاة كما في حديث أبي مسعود عند ابن خزيمة ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه : أن رجلا قال : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا ؟ الحديث .

وأخرج الشافعي في مسنده من حديث أبي هريرة مثله . وجميع التعليمات الواردة عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - في الصلاة عليه مشتملة على الصلاة على آله معه إلا النادر اليسير من الأحاديث ، فينبغي للمصلي عليه أن يضم آله إليه في صلاته عليه ، وقد قال بذلك جماعة ، ونقله إمام الحرمين والغزالي قولا عن الشافعي كما رواه عنهما ابن كثير في تفسيره ، ولا حاجة إلى التمسك بقول قائل في مثل هذا مع تصريح الأحاديث الصحيحة به ، ولا وجه لقول من قال إن هذه التعليمات الواردة عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - في صفة الصلاة عليه مقيدة بالصلاة في الصلاة حملا لمطلق الأحاديث على المقيد منها بذلك القيد ، لما في حديث كعب بن عجرة وغيره أن ذلك السؤال لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان عند نزول الآية .

وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : صلوا على أنبياء الله ورسله ، فإن الله بعثهم كما بعثني .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : إن الذين يؤذون الله ورسوله الآية قال : نزلت في الذين طعنوا على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حين اتخذ صفية بنت حيي وروي عنه أنها نزلت في الذين قذفوا عائشة .

التالي السابق


الخدمات العلمية