[ ص: 1241 ] فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون     ( 50 ) 
قال قائل منهم إني كان لي قرين     ( 51 ) 
يقول أئنك لمن المصدقين    ( 52 ) 
أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون     ( 53 ) 
قال هل أنتم مطلعون    ( 54 ) 
فاطلع فرآه في سواء الجحيم    ( 55 ) 
قال تالله إن كدت لتردين    ( 56 ) 
ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين     ( 57 ) 
أفما نحن بميتين    ( 58 ) 
إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين     ( 59 ) 
إن هذا لهو الفوز العظيم    ( 60 ) 
لمثل هذا فليعمل العاملون    ( 61 ) 
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم     ( 62 ) 
إنا جعلناها فتنة للظالمين     ( 63 ) 
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم     ( 64 ) 
طلعها كأنه رءوس الشياطين    ( 65 ) 
فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون     ( 66 ) 
ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم     ( 67 ) 
ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم     ( 68 ) 
إنهم ألفوا آباءهم ضالين    ( 69 ) 
فهم على آثارهم يهرعون    ( 70 ) 
ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين     ( 71 ) 
ولقد أرسلنا فيهم منذرين    ( 72 ) 
فانظر كيف كان عاقبة المنذرين     ( 73 ) 
إلا عباد الله المخلصين    ( 74 ) . 
قوله : 
فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون  معطوف على ( يطاف ) أي : يسأل هذا ذاك ، وذاك هذا حال شربهم عن أحوالهم التي كانت في الدنيا ، وذلك من تمام نعيم الجنة ، والتقدير : فيقبل بعضهم على بعض ، وإنما عبر عنه بالماضي للدلالة على تحقق وقوعه .  
قال قائل منهم أي : قال قائل من 
أهل الجنة في حال إقبال بعضهم على بعض بالحديث وسؤال بعضهم لبعض  إني كان لي قرين أي : صاحب ملازم لي في الدنيا كافر بالبعث منكر له . 
كما يدل عليه قوله : 
أئنك لمن المصدقين  يعني بالبعث والجزاء ، وهذا الاستفهام من القرين لتوبيخ ذلك المؤمن وتبكيته بإيمانه وتصديقه بما وعد الله به من البعث ، وكان هذا القول منه في الدنيا .  
ثم ذكر ما يدل على 
الاستبعاد للبعث عنده وفي زعمه فقال : 
أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون  أي : مجزيون بأعمالنا ومحاسبون بها بعد أن صرنا ترابا وعظاما ، وقيل : معنى " مدينون " مسوسون ، يقال : دانه : إذا ساسه .  
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير     : قرينه شريكه ، وقيل : أراد بالقرين الشيطان الذي يقارنه وأنه كان يوسوس إليه بإنكار البعث ، وقد مضى ذكر قصتهما في سورة الكهف ، والاختلاف في اسميهما ، قرأ الجمهور  
لمن المصدقين بتخفيف الصاد من التصديق ، أي : لمن المصدقين بالبعث ، وقرئ بتشديدها ، ولا أدري من قرأ بها ، ومعناها بعيد لأنها من التصدق لا من التصديق ، ويمكن تأويلها بأنه أنكر عليه التصدق بماله لطلب الثواب ، وعلل ذلك باستبعاد البعث .  
وقد اختلف القراء في هذه الاستفهامات الثلاثة ، فقرأ  
نافع  الأولى والثانية بالاستفهام بهمزة ، والثالثة بكسر الألف من غير استفهام ، ووافقه  
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي  إلا أنه يستفهم الثالثة بهمزتين ، 
وابن عامر   الأولى والثالثة بهمزتين ، والثانية بكسر الألف من غير استفهام ، والباقون بالاستفهام في جميعها .  
ثم اختلفوا ، 
فابن كثير  يستفهم بهمزة واحدة غير مطولة وبعده ساكنة خفيفة ،  
وأبو عمرو  مطولة ، 
وعاصم  ، 
وحمزة  بهمزتين . 
قال هل أنتم مطلعون القائل هو المؤمن الذي في الجنة بعد ما حكى لجلسائه فيها ما قاله له قرينه في الدنيا أي : هل أنتم مطلعون إلى أهل النار ; لأريكم ذلك القرين الذي قال لي تلك المقالة كيف منزلته في النار ؟ قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي     : الاستفهام هو بمعنى الأمر أي : اطلعوا ، وقيل : القائل هو الله - سبحانه - ، وقيل : الملائكة ، والأول أولى .  
فاطلع فرآه في سواء الجحيم أي : فاطلع على النار ذلك المؤمن الذي صار يحدث أصحابه في الجنة بما قال له قرينه في الدنيا ، فرأى قرينه في وسط الجحيم .  
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج     : سواء كل شيء وسطه . 
قرأ الجمهور 
مطلعون بتشديد الطاء مفتوحة وبفتح النون ، فاطلع ماضيا مبنيا للفاعل من الطلوع .  
وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  ورويت هذه القراءة عن 
أبي عمرو     " مطلعون " بسكون الطاء وفتح النون " فأطلع " بقطع الهمزة مضمومة وكسر اللام ماضيا مبنيا للمفعول .  
قال 
النحاس     : " فأطلع " فيه قولان على هذه القراءة أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا أي : فأطلع أنا ، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام ، والقول الثاني أن يكون فعلا ماضيا ، وقرأ  
حماد بن أبي عمار     " مطلعون " بتخفيف الطاء وكسر النون " فاطلع " مبنيا للمفعول ، وأنكر هذه القراءة  
أبو حاتم  وغيره . 
قال 
النحاس     : هي لحن ؛ لأنه لا يجوز الجمع بين النون والإضافة ، ولو كان مضافا لقال هل أنتم مطلعي ، وإن كان  
 nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه   nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء  قد حكيا مثله وأنشدا : 
هم القائلون الخير والآمرونه  إذا ما خشوا من محدث الدهر معظما 
ولكنه شاذ خارج عن كلام العرب . 
قال تالله إن كدت لتردين أي : قال ذلك الذي من أهل الجنة لما اطلع على قرينه ورآه في النار : (  
تالله إن كدت لتردين    ) أي : لتهلكني بالإغواء . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي     : لتردين لتهلكني ، والرد الهلاك . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد      : لو قيل : لتردين لتوقعني في النار لكان جائزا . 
قال  
مقاتل     : المعنى والله لقد كدت أن تغويني فأنزل منزلتك ، والمعنى متقارب ، فمن أغوى إنسانا فقد أهلكه .  
ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين  أي : لولا رحمة ربي وإنعامه علي بالإسلام وهدايتي إلى الحق وعصمتي عن الضلال لكنت من المحضرين معك في النار . قال  
الفراء  أي : لكنت معك في النار محضرا . قال 
الماوردي      : وأحضر لا يستعمل إلا في الشر . 
ولما تمم كلامه مع ذلك القرين الذي هو في النار عاد إلى مخاطبة جلسائه من أهل الجنة فقال :  
أفما نحن بميتين ، والهمزة للاستفهام التقريري وفيها معنى التعجيب ، والفاء للعطف على محذوف كما في نظائره أي : أنحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين .  
إلا موتتنا الأولى التي كانت في الدنيا ، وقوله هذا كان على طريقة الابتهاج والسرور بما أنعم الله عليهم من نعيم الجنة الذي لا ينقطع وأنهم مخلدون لا يموتون أبدا ، وقوله :  
وما نحن بمعذبين هو من تمام كلامه أي : وما نحن بمعذبين كما يعذب الكفار .  
ثم قال مشيرا إلى ما هم فيه من النعيم 
إن هذا لهو الفوز العظيم أي : إن هذا الأمر العظيم والنعيم المقيم والخلود الدائم الذي نحن فيه لهو الفوز العظيم الذي لا يقادر قدره ولا يمكن الإحاطة بوصفه .  
وقوله : 
لمثل هذا فليعمل العاملون  من تمام كلامه أي : لمثل هذا العطاء والفضل العظيم فليعمل العاملون ، فإن هذه هي التجارة الرابحة ، لا العمل للدنيا الزائلة فإنها صفقة خاسرة نعيمها منقطع وخيرها زائل وصاحبها عن قريب منها راحل .  
وقيل : إن هذا من قول الله - سبحانه - ، وقيل : من قول الملائكة ، والأول     
[ ص: 1242 ] أولى . 
قرأ الجمهور " بميتين " وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي      " بمايتين " وانتصاب ( إلا موتتنا ) على المصدرية ، والاستثناء مفرغ ، ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا . أي : لكن الموتة الأولى التي كانت في الدنيا .  
أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم الإشارة بقوله ذلك إلى ما ذكره من نعيم الجنة ، وهو مبتدأ وخبره ( خير ) ، و ( نزلا ) تمييز ، والنزل في اللغة الرزق الذي يصلح أن ينزلوا معه ويقيموا فيه والخيرية بالنسبة إلى ما اختاره الكفار على غيره .  
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج     : المعنى أذلك خير في باب الإنزال التي يبقون بها نزلا أم نزل أهل النار ، وهو قوله :  
أم شجرة الزقوم وهو ما يكره تناوله . 
قال 
الواحدي     : وهو شيء مر كريه يكره أهل النار على تناوله فهم يتزقمونه ، وهي على هذا مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكراهتها ونتنها .  
واختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي يعرفها العرب أم لا على قولين : أحدهما أنها معروفة من شجر الدنيا فقال  
قطرب     : إنها شجرة مرة تكون بتهامة من أخبث الشجر . وقال غيره : بل هو كل نبات قاتل .  
القول الثاني أنها غير معروفة في شجر الدنيا . 
قال 
قتادة    : لما ذكر الله هذه الشجرة افتتن بها الظلمة فقالوا : كيف تكون  
في النار شجرة   . فأنزل الله - تعالى -  
إنا جعلناها فتنة للظالمين قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج     : حين افتتنوا بها وكذبوا بوجودها . 
وقيل : معنى جعلها فتنة لهم : أنها محنة لهم لكونها يعذبون بها ، والمراد بالظالمين هنا الكفار أو أهل المعاصي الموجبة للنار .  
ثم بين - سبحانه - أوصاف هذه الشجرة ردا على منكريها فقال :  
إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم أي : في قعرها ، قال 
الحسن    : أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها     . 
ثم قال 
طلعها كأنه رءوس الشياطين  أي : ثمرها وما تحمله كأنه في تناهي قبحه وشناعة منظره رءوس الشياطين ، فشبه المحسوس بالمتخيل ، وإن كان غير مرئي للدلالة على أنه غاية في القبح كما تقول في تشبيه من يستقبحونه : كأنه شيطان ، وفي تشبيه من يستحسنونه : كأنه ملك ، كما في قوله  
ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم    [ يوسف : 31 ] ومنه قول 
امرئ القيس     : 
أيقتلني والمشرفي مضاجعي     ومسنونة زرق كأنياب أغوال  
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج   nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء     : الشياطين حيات لها رءوس وأعراف ، وهي من أقبح الحيات وأخبثها وأخفها جسما .  
وقيل : إن 
رءوس الشياطين اسم لنبت قبيح معروف 
باليمن  يقال له : الأستن ، ويقال : له الشيطان . قال 
النحاس      : وليس ذلك معروفا عند العرب . 
وقيل : هو شجر خشن منتن مر منكر الصورة يسمى ثمره رءوس الشياطين .  
فإنهم لآكلون منها أي : من الشجرة أو من طلعها ، والتأنيث لاكتساب الطلع التأنيث من إضافته إلى الشجرة  
فمالئون منها البطون وذلك أنهم يكرهون على أكلها حتى تمتلئ بطونهم ، فهذا طعامهم وفاكهتهم بدل رزق أهل الجنة .  
ثم إن لهم عليها بعد الأكل منها 
لشوبا من حميم الشوب الخلط . 
قال 
الفراء     : يقال : شاب طعامه وشرابه : إذا خلطهما بشيء يشوبهما شوبا وشيابة ، والحميم الماء الحار .  
فأخبر - سبحانه - أنه يشاب لهم طعامهم من تلك الشجرة بالماء الحار ليكون أفظع لعذابهم وأشنع لحالهم كما في قوله :  
وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم    [ محمد : 15 ] : قرأ الجمهور شوبا بفتح الشين ، وهو مصدر ، وقرأ  
 nindex.php?page=showalam&ids=16130شيبان النحوي  بالضم . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج     : المفتوح مصدر ، والمضموم اسم بمعنى المشوب ، كالنقص بمعنى المنقوص .  
ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم أي : مرجعهم بعد شرب الحميم وأكل الزقوم إلى الجحيم ، وذلك أنهم يوردون الحميم لشربه ، وهو خارج الجحيم كما تورد الإبل ، ثم يردون إلى الجحيم كما في قوله - سبحانه - :  
يطوفون بينها وبين حميم آن    [ الرحمن : 44 ] وقيل : إن الزقوم والحميم نزل يقدم إليهم قبل دخولها .  
قال 
أبو عبيدة     : ثم بمعنى الواو ، وقرأ 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود    " ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم     " . 
وجملة 
إنهم ألفوا أي : وجدوا 
آباءهم ضالين تعليل لاستحقاقهم ما تقدم ذكره أي : صادفوهم كذلك فاقتدوا بهم تقليدا وضلالة لا لحجة أصلا .  
فهم على آثارهم يهرعون الإهراع الإسراع . قال 
الفراء     : الإهراع : الإسراع برعدة . وقال 
أبو عبيدة     : يهرعون : يستحثون من خلفهم ، يقال : جاء فلان يهرع إلى النار : إذا استحثه البرد إليها . وقال  
المفضل  يزعجون من شدة الإسراع . قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج     : هرع وأهرع : إذا استحث وانزعج ، والمعنى : يتبعون آباءهم في سرعة كأنهم يزعجون إلى اتباع آبائهم .  
ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين أي : ضل قبل هؤلاء المذكورين أكثر الأولين من الأمم الماضية .  
ولقد أرسلنا فيهم منذرين أي : أرسلنا في هؤلاء الأولين رسلا أنذروهم العذاب وبينوا لهم الحق فلم ينجع ذلك فيهم .  
فانظر كيف كان عاقبة المنذرين أي : الذين أنذرتهم الرسل فإنهم صاروا إلى النار . 
قال 
مقاتل    : يقول كان عاقبتهم العذاب ، يحذر كفار  
مكة     . 
ثم استثنى عباده المؤمنين فقال : 
إلا عباد الله المخلصين أي : إلا من أخلصهم الله بتوفيقهم إلى الإيمان والتوحيد ، وقرئ " المخلصين " بكسر اللام أي : الذين أخلصوا لله طاعاتهم ولم يشوبوها بشيء مما يغيرها .  
وقد أخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة  ، 
وهناد  ، 
وابن المنذر  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود  في قوله : 
فاطلع فرآه في سواء الجحيم  قال : اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال : لقد رأيت جماجم القوم تغلي     . 
وأخرج ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  قال : قول الله لأهل الجنة 
كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون    [ الطور : 19 ، المرسلات : 43 ] قال هنيئا أي : لا تموتون فيها فعند ذلك قالوا :  
أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم  قال : هذا قول الله 
لمثل هذا فليعمل العاملون     . 
وأخرج 
ابن مردويه  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب  قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021261كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يده في يدي ، فرأى جنازة فأسرع المشي حتى أتى    [ ص: 1243 ] القبر ، ثم جثا على ركبتيه فجعل يبكي حتى بل الثرى ، ثم قال :  لمثل هذا فليعمل العاملون    . 
وأخرج 
ابن مردويه  عن 
أنس  قال : 
دخلت مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على مريض يجود بنفسه فقال :  لمثل هذا فليعمل العاملون    . 
وأخرج 
ابن مردويه  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  قال : 
مر أبو جهل  برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو جالس ، فلما بعد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :  أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى    [ القيامة : 34 ، 35 ] ، فلما سمع أبو جهل  قال : من توعد يا  محمد  ؟ قال : إياك ، قال : بما توعدني ؟ قال : أوعدك بالعزيز الكريم ، فقال  أبو جهل    : أليس أنا العزيز الكريم ؟ فأنزل الله  إن شجرة الزقوم طعام الأثيم   [ الدخان : 43 ، 44 ] إلى قوله  ذق إنك أنت العزيز الكريم   [ الدخان : 49 ] فلما بلغ  أبا جهل  ما نزل فيه جمع أصحابه ، فأخرج إليهم زبدا وتمرا فقال : تزقموا من هذا . فوالله ما يتوعدكم  محمد  إلا بهذا ، فأنزل الله إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم  إلى قوله : ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم     . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة  عنه قال : لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت إلى الأرض لأفسدت على الناس معايشهم     . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير  وابن المنذر  عنه أيضا 
ثم إن لهم عليها لشوبا  قال : لمزجا    . 
وأخرج 
ابن المنذر  عنه أيضا قال في قوله : 
لشوبا من حميم  يخالط طعامهم ويشاب بالحميم    . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود  قال : لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل هؤلاء ويقيل هؤلاء أهل الجنة وأهل النار ، وقرأ " ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم "     . 
وأخرج 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير  ، 
وابن المنذر  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس  في قوله : 
إنهم ألفوا آباءهم ضالين  قال : وجدوا آباءهم    .