فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية

الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

صفحة جزء
ولقد مننا على موسى وهارون ( 114 ) ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ( 115 ) ونصرناهم فكانوا هم الغالبين ( 116 ) وآتيناهما الكتاب المستبين ( 117 ) وهديناهما الصراط المستقيم ( 118 ) وتركنا عليهما في الآخرين ( 119 ) سلام على موسى وهارون ( 120 ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( 121 ) إنهما من عبادنا المؤمنين ( 122 ) وإن إلياس لمن المرسلين ( 123 ) إذ قال لقومه ألا تتقون ( 124 ) أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين ( 125 ) الله ربكم ورب آبائكم الأولين ( 126 ) فكذبوه فإنهم لمحضرون ( 127 ) إلا عباد الله المخلصين ( 128 ) وتركنا عليهما في الآخرين ( 129 ) سلام على إل ياسين ( 130 ) إنا كذلك نجزي المحسنين ( 131 ) إنه من عبادنا المؤمنين ( 132 ) وإن لوطا لمن المرسلين ( 133 ) إذ نجيناه وأهله أجمعين ( 134 ) إلا عجوزا في الغابرين ( 135 ) ثم دمرنا الآخرين ( 136 ) وإنكم لتمرون عليهم مصبحين ( 137 ) وبالليل أفلا تعقلون ( 138 ) وإن يونس لمن المرسلين ( 139 ) إذ أبق إلى الفلك المشحون ( 140 ) فساهم فكان من المدحضين ( 141 ) فالتقمه الحوت وهو مليم ( 142 ) فلولا أنه كان من المسبحين ( 143 ) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( 144 ) فنبذناه بالعراء وهو سقيم ( 145 ) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ( 146 ) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( 147 ) فآمنوا فمتعناهم إلى حين ( 148 )

لما فرغ - سبحانه - من ذكر إنجاء الذبيح من الذبح ، وما من عليه بعد ذلك من النبوة ذكر ما من به على موسى وهارون ، فقال : ولقد مننا على موسى وهارون يعني بالنبوة وغيرها من النعم العظيمة التي أنعم الله بها عليهما .

ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم المراد بقومهما هم المؤمنون من بني إسرائيل ، والمراد بالكرب العظيم هو ما كانوا فيه من استعباد فرعون إياهم ، وما كان نصيبهم من جهته من البلاء ، وقيل : هو الغرق الذي أهلك فرعون وقومه ، والأول أولى .

ونصرناهم جاء بضمير الجماعة . قال الفراء : الضمير لموسى وهارون وقومهما ، لأن قبله ونجيناهما وقومهما ، والمراد بالنصر التأييد لهم على عدوهم فكانوا بسبب ذلك هم الغالبين على عدوهم بعد أن كانوا تحت أسرهم وقهرهم ، وقيل : الضمير في نصرناهم عائد على الاثنين موسى وهارون تعظيما لهما ، والأول أولى .

وآتيناهما الكتاب المستبين المراد بالكتاب التوراة : والمستبين : البين الظاهر ، يقال : استبان كذا . أي : صار بينا .

وهديناهما الصراط المستقيم أي : القيم لا اعوجاج فيه ، وهو دين الإسلام فإنه الطريق الموصلة إلى المطلوب .

وتركنا عليهما في الآخرين سلام على موسى وهارون أي : أبقينا عليهما في الأمم المتأخرة الثناء الجميل ، وقد قدمنا الكلام في السلام وفي وجه إعرابه بالرفع ، وكذلك تقدم تفسير .

إنا كذلك نجزي المحسنين إنهما من عبادنا المؤمنين في هذه السورة .

وإن إلياس لمن المرسلين قال المفسرون : هو نبي من أنبياء بني إسرائيل ، وقصته مشهورة مع قومه ، قيل : وهو إلياس بن يس من سبط هارون أخي موسى .

قال ابن إسحاق وغيره : كان إلياس هو القيم بأمر بني إسرائيل بعد يوشع ، وقيل : هو إدريس ، والأول أولى .

قرأ الجمهور إلياس بهمزة مكسورة مقطوعة ، وقرأ ابن ذكوان بوصلها ، ورويت هذه القراءة عن ابن عامر ، وقرأ ابن مسعود ، والأعمش ويحيى بن وثاب وإن " إدريس " لمن المرسلين وقرأ أبي " وإن إيليس " بهمزة مكسورة ثم تحتية ساكنة ثم لام مكسورة ثم تحتية ساكنة ثم سين مهملة مفتوحة .

إذ قال لقومه ألا تتقون هو ظرف لقوله " من المرسلين " ، أو متعلق بمحذوف أي : اذكر يا محمد إذ قال ، والمعنى : ألا تتقون عذاب الله .

ثم أنكر عليهم بقوله : أتدعون بعلا هو اسم لصنم كانوا يعبدونه أي : أتعبدون صنما وتطلبون الخير منه .

قال ثعلب : اختلف الناس في قوله - سبحانه - ( بعلا ) فقالت طائفة : البعل هنا الصنم ، وقالت طائفة : البعل هنا ملك ، وقال ابن إسحاق : امرأة كانوا يعبدونها .

قال الواحدي : والمفسرون يقولون : ربا ، وهو بلغة اليمن ، يقولون للسيد والرب : البعل .

قال النحاس : القولان صحيحان أي : أتدعون صنما عملتوه ربا وتذرون أحسن الخالقين أي : وتتركون عبادة أحسن من يقال له : خالق .

وانتصاب الاسم الشريف في قوله : الله ربكم ورب آبائكم الأولين على أنه بدل من " أحسن " ، هذا على قراءة حمزة والكسائي والربيع بن خثيم ، وابن أبي إسحاق ويحيى بن وثاب ، والأعمش ، فإنهم قرءوا بنصب الثلاثة الأسماء ، وقيل : النصب على المدح ، وقيل : على عطف البيان ، وحكى أبو عبيد أن النصب على النعت .

قال النحاس : وهو غلط وإنما هو بدل ، ولا يجوز النعت لأنه ليس بتحلية واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم .

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر وشيبة ونافع بالرفع .

قال أبو حاتم : بمعنى هو الله ربكم . قال النحاس : وأولى ما قيل : إنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف . وحكي عن الأخفش أن الرفع أولى وأحسن . قال ابن الأنباري : من رفع أو نصب لم يقف على أحسن الخالقين على جهة التمام لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعا ، والمعنى أنه خالقكم وخالق من قبلكم فهو الذي تحق له العبادة .

فكذبوه فإنهم لمحضرون أي : فإنه بسبب تكذيبه لمحضرون في العذاب ، وقد تقدم أن الإحضار المطلق مخصوص بالشر .

إلا عباد الله المخلصين أي : من كان مؤمنا به من قومه ، قرئ بكسر اللام وفتحها كما تقدم ، والمعنى على قراءة الكسر : أنهم أخلصوا لله ، وعلى قراءة الفتح : أن الله استخلصهم من عباده . وقد تقدم تفسير .

وتركنا عليه في الآخرين سلام على إل ياسين قرأ نافع وابن عامر والأعرج وشيبة " على آل ياسين " بإضافة " آل " بمعنى آل ياسين ، وقرأ الباقون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة [ ص: 1250 ] بـ : ( ياسين ) إلا الحسن ، فإنه قرأ " الياسين " بإدخال آلة التعريف على " ياسين " ، قيل : المراد على هذه القراءات كلها إلياس ، وعليه وقع التسليم ، ولكنه اسم أعجمي ، والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية ويكثر تغييرهم لها .

قال ابن جني : العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبا ، ف : ياسين ، وإلياس ، وإلياسين شيء واحد .

قال الأخفش : العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم ، فيقولون : المهالبة على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلب . قال : فعلى هذا إنه سمى كل رجل منهم بالياسين .

قال الفراء : يذهب بالياسين إلى أن يجعله جمعا فيجعل أصحابه داخلين معه في اسمه .

قال : أبو علي الفارسي : تقديره الياسيين إلى أن الياءين للنسبة حذفتا كما حذفتا في الأشعرين والأعجمين .

ورجح الفراء وأبو عبيدة قراءة الجمهور قالا : لأنه لم يقل في شيء من السور : على آل فلان ، إنما جاء بالاسم كذلك الياسين لأنه إنما هو بمعنى إلياس أو بمعنى إلياس وأتباعه .

وقال الكلبي : المراد بآل ياسين آل محمد .

قال الواحدي : وهذا بعيد لأن ما بعده من الكلام وما قبله لا يدل عليه .

وقد تقدم تفسير إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين مستوفى .

وإن لوطا لمن المرسلين قد تقدم ذكر قصة لوط مستوفاة .

إذ نجيناه وأهله أجمعين الظرف متعلق بمحذوف هو اذكر ولا يصح تعلقه بـ : ( المرسلين ) ، لأنه لم يرسل وقت تنجيته .

إلا عجوزا في الغابرين قد تقدم أن الغابر يكون بمعنى الماضي ، ويكون بمعنى الباقي ، فالمعنى : إلا عجوزا في الباقين في العذاب ، أو الماضين الذين قد هلكوا .

ثم دمرنا الآخرين أي : أهلكناهم بالعقوبة ، والمعنى : أن في نجاته وأهله جميعا إلا العجوز وتدمير الباقين من قومه الذين لا يؤمنوا به دلالة بينة على ثبوت كونه من المرسلين .

وإنكم لتمرون عليهم مصبحين خاطب بهذا العرب أو أهل مكة على الخصوص أي : تمرون على منازلهم التي فيها آثار العذاب وقت الصباح .

وبالليل والمعنى تمرون على منازلهم في ذهابكم إلى الشام ورجوعكم منه نهارا وليلا أفلا تعقلون ما تشاهدونه في ديارهم من آثار عقوبة الله النازلة بهم ، فإن في ذلك عبرة للمعتبرين وموعظة للمتدبرين .

وإن يونس لمن المرسلين يونس هو ذو النون ، وهو ابن متى .

قال المفسرون : وكان يونس قد وعد قومه العذاب ، فلما تأخر عنهم العذاب خرج عنهم وقصد البحر وركب السفينة ، فكان بذهابه إلى البحر كالفار من مولاه فوصف بالإباق ، وهو معنى قوله : إذ أبق إلى الفلك المشحون وأصل الإباق الهرب من السيد ، لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه وصف به .

وقال المبرد . تأويل ( أبق ) بـ : باعد أي : ذهب إليه ، ومن ذلك قولهم : عبد آبق .

وقد اختلف أهل العلم هل كانت رسالته قبل التقام الحوت إياه أو بعده ؟ ومعنى المشحون : المملوء .

فساهم فكان من المدحضين المساهمة أصلها المغالبة ، وهي الاقتراع ، وهو أن يخرج السهم على من غلب . قال المبرد أي : فقارع . قال : وأصله من السهام التي تجال ، ومعنى فكان من المدحضين فصار من المغلوبين .

قال : يقال : دحضت حجته ودحضها الله ، وأصله من الزلق عن مقام الظفر ، ومنه قول الشاعر :


قتلنا المدحضين بكل فج فقد قرت بقتلهم العيون



أي : المغلوبين .

فالتقمه الحوت وهو مليم يقال : لقمت اللقمة والتقمتها : إذا ابتلعتها أي : فابتلعه الحوت ، ومعنى وهو مليم وهو مستحق للوم ، يقال : رجل مليم إذا أتى بما يلام عليه ، وأما الملوم فهو الذي يلام سواء أتى بما يستحق أن يلام عليه أم لا ، وقيل : المليم : المعيب ، يقال : ألام الرجل إذا عمل شيئا صار به معيبا .

ومعنى هذه المساهمة : أن يونس لما ركب السفينة احتبست ، فقال الملاحون : هاهنا عبد أبق من سيده ، وهذا رسم السفينة إذا كان فيها آبق لا تجري ، فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس ، فقال : أنا الآبق ، وزج نفسه في الماء .

قال سعيد بن جبير : لما استهموا جاء حوت إلى السفينة فاغرا فاه ينتظر أمر ربه حتى إذا ألقى نفسه في الماء أخذه الحوت .

فلولا أنه كان من المسبحين أي : الذاكرين لله ، أو المصلين له .

للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي : لصار بطن الحوت له قبرا إلى يوم البعث ، وقيل : للبث في بطنه حيا .

واختلف المفسرون كم أقام في بطن الحوت ؟ فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . وقال الضحاك : عشرين يوما . وقال عطاء : سبعة أيام . وقال مقاتل بن حبان : ثلاثة أيام ، وقيل : ساعة واحدة .

وفي هذه الآية ترغيب في ذكر الله ، وتنشيط للذاكرين له .

فنبذناه بالعراء وهو سقيم النبذ الطرح .

والعراء : قال ابن الأعرابي : هو الصحراء ، وقال الأخفش : الفضاء ، وقال أبو عبيدة : الواسع من الأرض ، وقال الفراء : المكان الخالي .

وروي عن أبي عبيدة أيضا أنه قال : هو وجه الأرض ، وأنشد لرجل من خزاعة :


ورفعت رجلا لا أخاف عثارها     ونبذت بالبلد العراء ثيابي



والمعنى : أن الله طرحه من بطن الحوت في الصحراء الواسعة التي لا نبات فيها ، وهو عند إلقائه سقيم لما ناله في بطن الحوت من الضرر ، قيل : صار بدنه كبدن الطفل حين يولد .

وقد استشكل بعض المفسرين الجمع بين ما وقع هنا من قوله : فنبذناه بالعراء ، وقوله في موضع آخر : لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم [ القلم : 49 ] فإن هذه الآية تدل على أنه لم ينبذ بالعراء .

وأجاب النحاس وغيره بأن الله - سبحانه - أخبر هاهنا أنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم ، ولولا رحمته - عز وجل - لنبذ بالعراء وهو مذموم .

وأنبتنا عليه شجرة من يقطين أي : شجرة فوقه تظلل عليه ، وقيل : معنى ( عليه ) : عنده وقيل : معنى ( عليه ) : له .

واليقطين هي شجرة الدباء . وقال المبرد : [ ص: 1251 ] اليقطين يقال : لكل شجرة ليس لها ساق ، بل تمتد على وجه الأرض نحو الدباء والبطيخ والحنظل ، فإن كان لها ساق يقلها فيقال لها شجرة فقط ، وهذا قول الحسن ومقاتل وغيرهما .

وقال سعيد بن جبير : هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه . قال الجوهري : اليقطين ما لا ساق له من شجر كشجر القرع ونحوه .

قال الزجاج : اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان أي : أقام به فهو يفعيل ، وقيل : هو اسم أعجمي .

قال المفسرون : كان يستظل بظلها من الشمس ، وقيض الله له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشية . فكان يشرب من لبنها حتى اشتد لحمه ونبت شعره ثم أرسله الله بعد ذلك ، وهو معنى قوله : وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون هم قومه الذين هرب منهم إلى البحر وجرى له ما جرى بعد هربه كما قصه الله علينا في هذه السورة ، وهم أهل نينوى .

قال قتادة : أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل ، وقد مر الكلام على قصته في سورة يونس مستوفى ، و ( أو ) في أو يزيدون قيل : هي بمعنى الواو ، والمعنى : ويزيدون .

وقال الفراء : ( أو ) هاهنا بمعنى بل ، وهو قول مقاتل والكلبي .

وقال المبرد والزجاج والأخفش : أو هنا على أصله ، والمعنى : أو يزيدون في تقديركم إذا رآهم الرائي قال هؤلاء مائة ألف أو يزيدون ، فالشك إنما دخل على حكاية قول المخلوقين .

قال مقاتل والكلبي : كانوا يزيدون عشرين ألفا . وقال الحسن : بضعا وثلاثين ألفا . وقال سعيد بن جبير : سبعين ألفا .

وقرأ جعفر بن محمد " ويزيدون " بدون ألف الشك .

وقد وقع الخلاف بين المفسرين هل هذا الإرسال المذكور هو الذي كان قبل التقام الحوت له ، وتكون الواو في ( وأرسلناه ) لمجرد الجمع بين ما وقع له مع الحوت وبين إرساله إلى قومه من غير اعتبار تقديم ما تقدم في السياق وتأخير ما تأخر ، أو هو إرسال له بعدما وقع له مع الحوت ما وقع على قولين ، وقد قدمنا الإشارة إلى الاختلاف بين أهل العلم هل كان قد أرسل قبل أن يهرب من قومه إلى البحر أو لم يرسل إلا بعد ذلك ؟ والراجح أنه كان رسولا قبل أن يذهب إلى البحر كما يدل عليه ما قدمنا في سورة يونس وبقي مستمرا على الرسالة ، وهذا الإرسال المذكور هنا هو بعد تقدم نبوته ورسالته .

فآمنوا فمتعناهم إلى حين أي : وقع منهم الإيمان بعدما شاهدوا أعلام نبوته فمتعهم الله في الدنيا إلى حين انقضاء آجالهم ومنتهى أعمارهم .

وقد أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر عن ابن مسعود قال : إلياس هو إدريس . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة مثله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : الخضر هو إلياس .

وأخرج الحاكم وصححه ، والبيهقي في الدلائل وضعفه عن أنس قال " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في سفر ، فنزل منزلا فإذا رجل في الوادي يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - المرحومة المغفور المثاب لها فأشرفت على الوادي فإذا طوله ثمانون ذراعا وأكثر ، فقال : من أنت ؟ فقلت : أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : أين هو ؟ فقلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فأته وأقرئه مني السلام وقل له : أخوك إلياس يقرئك السلام ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبرته ، فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان ، فقال له : يا رسول الله إني إنما آكل في كل سنة يوما وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت ، فنزلت عليهما المائدة من السماء خبز وحوت وكرفس ، فأكلا وأطعماني وصليا العصر ثم ودعه ، ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء " .

قال الذهبي متعقبا لتصحيح الحاكم له : بل موضوع قبح الله من وضعه .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن ابن عباس في قوله : أتدعون بعلا قال : صنما .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني ، وابن مردويه عنه في قوله : " سلام على إل ياسين " قال : نحن آل محمد آل ياسين .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : بعث الله يونس إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه ، فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليهم إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا .

فأخرج من بين أظهرهم ، فأعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم ، فقالوا ارمقوه فإن خرج من بين أظهركم فهو والله كائن ما وعدكم ، فلما كانت الليلة التي وعدوا بالعذاب في صبيحتها أدلج فرآه القوم فحذروا ، فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ، ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فأقالهم الله ، وانتظر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار ، فقال : ما فعل أهل القرية ؟ قال : إن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب ، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ، ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه ، فتقبل منهم وأخر عنهم العذاب ، فقال يونس عند ذلك : لا أرجع إليهم كذابا أبدا ومضى على وجهه ، وقد قدمنا الكلام على قصته وما روي فيها من سورة يونس فلا نكرره .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي عن ابن عباس في قوله : فساهم قال : اقترع فكان من المدحضين قال : المقروعين .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عنه في قوله : وهو مليم قال : مسيء .

وأخرج ، عبد الرزاق ، والفريابي وأحمد في الزهد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله : فلولا أنه كان من المسبحين قال : من المصلين .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه في قوله : فلولا أنه كان من المسبحين قال : من المصلين .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضا فنبذناه بالعراء قال : ألقيناه بالساحل .

وأخرج هؤلاء عنه أيضا شجرة من يقطين قال : القرع .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، من طريق سعيد بن جبير عنه أيضا قال : اليقطين كل شيء يذهب على وجه الأرض .

وأخرج أحمد في الزهد ، وعبد بن حميد وابن جرير ، وابن مردويه عنه أيضا قال : إنما كانت رسالة يونس بعدما نبذه [ ص: 1252 ] الحوت ، ثم تلا فنبذناه بالعراء إلى قوله : وأرسلناه إلى مائة ألف وقد تقدم عنه ما يدل على أن رسالته كانت من قبل ذلك : وليس في الآية ما يدل على ما ذكره كما قدمنا .

وأخرج الترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن أبي بن كعب قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قول الله : وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون قال : يزيدون عشرين ألفا . قال الترمذي : غريب .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : يزيدون ثلاثين ألفا .

وروي عنه أنهم يزيدون بضعة وثلاثين ألفا وروي عنه أنهم يزيدون بضعة وأربعين ألفا . ولا يتعلق بالخلاف في هذا كثير فائدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية