صفحة جزء
خاتمة

قد يكون للسورة اسم واحد ، وهو كثير ، وقد يكون لها اسمان كسورة " البقرة " يقال لها : فسطاط القرآن ; لعظمها وبهائها ، و " آل عمران " يقال : اسمها في التوراة طيبة ، حكاه النقاش ، و " النحل " تسمى سورة النعم ; لما عدد الله فيها من النعم على عباده ، وسورة حم عسق وتسمى " الشورى " ، وسورة " الجاثية " وتسمى الشريعة ، وسورة " محمد " - صلى الله عليه وسلم - وتسمى القتال .

وقد يكون لها ثلاثة أسماء ، كسورة المائدة ، والعقود ، والمنقذة ، وروى ابن عطية فيه حديثا ، وكسورة غافر ، والطول والمؤمن ; لقوله : وقال رجل مؤمن ( غافر : 28 ) .

وقد يكون لها أكثر من ذلك ; كسورة " براءة " و " التوبة " ، والفاضحة والحافرة ; لأنها حفرت عن قلوب المنافقين ، قال ابن عباس : ما زال ينزل : ومنهم حتى ظننا أنه لا يبقى أحد إلا ذكر فيها .

[ ص: 367 ] وقال حذيفة : " هي سورة العذاب " . وقال ابن عمر : كنا ندعوها المشقشقة . وقال الحارث بن يزيد : كانت تدعى المبعثرة . ويقال لها : المسورة ، ويقال لها : البحوث .

وكسورة الفاتحة ، ذكر بعضهم لها بضعة وعشرين اسما : الفاتحة ، وثبت في " الصحيحين " ، وأم الكتاب ، وأم القرآن ، وثبتا في " صحيح مسلم " ، وحكى ابن عطية كراهية تسميتها عن قوم ، والسبع المثاني ، والصلاة ، ثبتا في " صحيح مسلم " ، والحمد ، رواه الدارقطني .

وسميت مثاني لأنها تثنى في الصلاة ، أو أنزلت مرتين ، والوافية بالفاء ; لأن تبعيضها لا يجوز ، ولاشتمالها على المعاني التي في القرآن ، والكنز لما ذكرنا ، والشافية ، والشفاء ، والكافية ، والأساس .

وينبغي البحث عن تعداد الأسامي : هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات ؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها وهو بعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية