( الثالث ) : ذكر  
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري  في كشافه القديم أنه لا تحسن  
المحافظة على الفواصل  لمجردها إلا مع بقاء المعاني على سدادها ، على النهج الذي يقتضيه حسن النظم والتئامه ، كما لا يحسن تخير الألفاظ المونقة في السمع ، السلسة على اللسان ، إلا مع      
[ ص: 165 ] مجيئها منقادة للمعاني الصحيحة المنتظمة ، فأما أن تهمل المعاني وتسيب ويجعل تحسين اللفظ وحده غير منظور فيه إلى مؤداه على بال ، فليس من البلاغة في فتيل أو نقير ، ومع ذلك أن يكون قوله : (  
وبالآخرة هم يوقنون     ) ( البقرة : 4 ) وقوله : (  
ومما رزقناهم ينفقون     ) لا يتأتى فيه ترك رعاية التناسب في العطف بين الجمل الفعلية إيثارا للفاصلة ; لأن ذلك أمر لفظي ، لا طائل تحته ؛ وإنما عدل إلى هذا لقصد الاختصاص .