صفحة جزء
الخامس والعشرون : إطلاق الأمر بالشيء للتلبس به والمراد دوامه .

كقوله - تعالى - : ياأيها الذين آمنوا آمنوا ( النساء : 136 ) هكذا أجاب به الزمخشري وغيره . وأصل السؤال غير وارد ؛ لأن الأمر لا يتعلق بالماضي ولا بالحال ، وإنما يتعلق بالمستقبل المعدوم حالة توجه الخطاب ، فليس ذلك تحصيلا للحاصل بل تحصيلا للمعدوم ؛ فلا فرق بين أن يكون المخاطب حالة الخطاب على ذلك الفعل أم لا ؛ لأن الذي هو عليه عند الخطاب مثل المأمور به لا نفس المأمور به . والحاصل أن الكل مأمور بالإنشاء ، فالمؤمن بشيء ما سبق له أمثاله ، والكافر ينشئ ما لم يسبق منه أمثاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية