المدرج  
هذا النوع سميته بهذه التسمية بنظير المدرج من الحديث ، وحقيقته في أسلوب القرآن      
[ ص: 365 ] أن تجيء الكلمة إلى جنب أخرى كأنها في الظاهر معها ، وهي في الحقيقة غير متعلقة بها ، كقوله تعالى ذاكرا عن  
بلقيس     :  
إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون     ( النمل : 34 ) فقوله :  
وكذلك يفعلون  هو من قول الله لا من قول المرأة .  
ومنه قوله تعالى :  
الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين     ( يوسف : 51 ) انتهى قول المرأة . ثم قال  
يوسف   عليه السلام :  
ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب     ( يوسف : 52 ) معناه : ليعلم الملك أني لم أخنه .  
ومنه :  
ياويلنا من بعثنا من مرقدنا     ( يس : 52 ) تم الكلام ، فقالت الملائكة :  
هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون     ( يس : 52 ) .  
وقوله :  
إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون     ( الأعراف : 201 ) فهذه صفة لأتقياء المؤمنين ، ثم قال :  
وإخوانهم يمدونهم في الغي     ( الأعراف : 202 ) فهذا يرجع إلى كفار  
مكة   تمدهم إخوانهم من الشياطين في الغي .  
وقوله :  
يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره     ( الشعراء : 35 ) ثم أخبر عن  
فرعون  متصلا  
فماذا تأمرون     ( الشعراء : 35 ) .  
وقوله :  
هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار     ( ص : 59 ) فالظاهر أن الكلام كله من كلام الزبانية ، والأمر ليس كذلك .  
وقوله :  
إذ جاء ربه بقلب سليم     ( الصافات : 84 ) من كلامه تعالى ، وقال :  
إلا من أتى الله بقلب سليم     ( الشعراء : 89 ) .