صفحة جزء
[ ص: 377 ] السادس

تغليب الجنس الكثير الأفراد على فرد من غير هذا الجنس

مغموز فيما بينهم بأن يطلق اسم الجنس على الجميع

كقوله : فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس ( ص : 73 - 74 ) وأنه عد منهم ؛ مع أنه كان من الجن تغليبا ؛ لكونه جنيا واحدا فيما بينهم ، ولأن حمل الاستثناء على الاتصال هو الأصل ، ويدل على كونه من غير الملائكة ما رواه مسلم في صحيحه : خلقت الملائكة من نور والجن من النار .

وقيل : إنه كان ملكا فسلب الملكية ، وأجيب عن كونه من الجن بأنه اسم لنوع من الملائكة .

قال الزمخشري : كان مختلطا بهم ، فحينئذ عمته الدعوة بالخلطة لا بالجنس ، فيكون من تغليب الأكثر .

هذا إن جعلنا الاستثناء متصلا ، ولم يجعل ( إلا ) بمعنى ( لكن ) .

وقال ابن جني في " القد " : قال أبو الحسن في قوله تعالى : وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ( المائدة : 116 ) وإنما المتخذ إلها عيسى دون أمه ، فهو من باب :

لنا قمراها والنجوم الطوالع

التالي السابق


الخدمات العلمية