صفحة جزء
اتخذ

" افعل " و " فعلت " منه تخذت
قال تعالى : ، ( لو شئت لاتخذت عليه أجرا ) [ ص: 143 ] ( الكهف : 77 ) قال الفارسي : ولا أعلم " تخذت " يتعدى إلا إلى واحد . وقيل : أصل " اتخذت " " تخذت " ، فأما " اتخذت " فعلى ثلاثة أضرب .

- ( أحدها ) : ما يتعدى فيه إلى مفعول واحد كقوله تعالى : ( ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ) ( الفرقان : 27 ) . ( أم اتخذ مما يخلق بنات ) ( الزخرف : 16 ) . ( واتخذوا من دونه آلهة ) ( الفرقان : 3 ) ( لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ) ( الأنبياء : 17 ) . ( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ) ( العنكبوت : 41 ) .

- ( والثاني ) : ما يتعدى لمفعولين ، والثاني منهما الأول في المعنى . وهما إما مذكوران كقوله تعالى : ( اتخذوا أيمانهم جنة ) ( المنافقون : 2 ) . وقال : ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) ( الممتحنة : 1 ) . ( فاتخذتموهم سخريا ) ( المؤمنون : 110 ) .

وإما مع حذف الأول كقوله : ( فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة ) ( الأحقاف : 28 ) فمفعول " اتخذوا " الأول الضمير المحذوف الراجع إلى الذين ، والثاني " آلهة " و " قربانا " نصب على الحال . قال الكواشي : ولو نصب " قربانا " مفعولا ثانيا ، و " آلهة " بدلا منه فسد المعنى .

وإما مع حذف الثاني كقوله : ( اتخذتم العجل ) ( البقرة : 51 ) . ( باتخاذكم العجل ) ( البقرة : 54 ) . ( اتخذوه وكانوا ظالمين ) ( الأعراف : 148 ) . ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا ) ( الأعراف : 148 ) تقديره في الجميع : اتخذوه آلهة ، لأن نفس اقتناء العجل لا يلحقه الوعيد الشديد ، فيتعين تقدير آلهة . فإن قيل : فقد جاء تعذيب الصورتين هنا ، ونحن لا نمنعه هنا ، إنما المرتب على الاتخاذ قدرا زائدا .

- ( الثالث ) : ما يجوز فيه الأمران كقوله تعالى : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ( البقرة : 125 ) . فإن جوزنا زيادة " من " في الإيجاب كان من المتعدي لاثنين ، [ ص: 144 ] وإن منعنا كان لواحد . ونظيره " جعلت " قال : ( وجعل الظلمات والنور ) ( الأنعام : 1 ) أي خلقهما . فإذا تعدى لمفعولين كان الثاني الأول في المعنى ، كقوله تعالى : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) ( يونس : 87 ) ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ) ( القصص : 41 ) ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا ) ( السجدة : 24 )

التالي السابق


الخدمات العلمية