صفحة جزء
32 - دون

نقيض فوق ، ولها معان :

أحدها : من ظروف المكان المبهم لاحتمالها الجهات الست . وقيل : هي ظرف يدل على السفل في المكان أو المنزلة كقولك : زيد دون عمرو .

وقال سيبويه : وأما دون فتقصير عن الغاية . قال الصفار : لا يريد الغاية على الإطلاق بل الغاية التي تكون بعدها ، فإذا قلت : أنا دونك في العلم ، معناه : أنا مقصر عنك ، وهو ظرف مكان متجوز فيه ، أي أنا في موضع من العلم لا يبلغ موضعك ، ونظيره فلان فوقك في العلم .

الثاني : اسم نحو : من دونه ( النساء : 117 ) .

الثالث : صفة نحو : هذا الشيء دون أي رديء ، فيجري بوجوه الإعراب .

وقد تكون صفة لا بمعنى رديء ولكن على معناه من الظرفية ، نحو رأيت رجلا دونك .

[ ص: 242 ] ثم قد يحذف هذا الموصوف وتقام الصفة مقامه ، وحينئذ فللعرب فيه لغتان : أحدهما إعرابها كإعراب الموصول وجريها بوجوه الإعراب ، والثانية : إبقاؤها على أصلها من الظرفية ، وعليها جاء قوله : ومنا دون ذلك ( الجن : 11 ) قرئ بالرفع والنصب . وقال الزمخشري : معناه أدنى مكان من الشيء .

ومنه الدون للحقير ، ويستعمل للتفاوت في الحال نحو : زيد دون عمرو ، أي في الشرف والعلم ، واتسع فيه فاستعمل في تجاوز حد إلى حد ، نحو قوله تعالى : أولياء من دون المؤمنين ( النساء : 144 ) أي لا يتجاوزون ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين .

وقيل : إنه مشتق من " دون " فعل ، يقال : دان يدون دونا ، وأدين إدانة ، والمعنى على الحقارة والتقريب . وهذا دون ذلك ، أي قريب منه ودون الكتب إذا جمعها ؟ لأن جمع الأشياء إدناء بعضها من بعض وتقليل المسافة بينها ، ودونك هذا ، أصله خذه من دونك ، أي من أدنى مكان منك فاختصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية