صفحة جزء
38 - على

للاستعلاء حقيقة
نحو : وعليها وعلى الفلك تحملون ( المؤمنون : 22 ) . أو مجازا نحو : ولهم علي ذنب ( الشعراء : 14 ) . فضلنا بعضهم على بعض ( البقرة : 253 ) .

وأما قوله : وتوكل على الحي الذي لا يموت ( الفرقان : 58 ) فهي بمعنى الإضافة والإسناد ، أي أضفت توكلي وأسندته إلى الله تعالى ، لا إلى الاستعلاء فإنها لا تفيده هاهنا .

وللمصاحبة كقوله تعالى : وآتى المال على حبه ( البقرة : 117 ) . وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ( الرعد : 6 ) . وتأتي للتعليل نحو : لتكبروا الله على ما هداكم ( الحج : 37 ) أي لهدايته إياكم .

قال بعضهم : وإذا ذكرت النعمة في الغالب مع الحمد لم تقترن بـ " على " نحو : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض ( الأنعام : 1 ) الحمد لله فاطر السماوات والأرض ( فاطر : 1 ) وإذا أريدت النعمة أتي بـ " على " ، ففي الحديث : كان إذا رأى ما [ ص: 249 ] يكره ، قال : الحمد لله على كل حال ثم أورد هذه الآية .

وأجاب بأن العلو هنا رفع الصوت بالتكبير .

وتجيء للظرفية نحو : ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ( القصص : 15 ) .

ونحو : واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ( البقرة : 102 ) أي في ملك سليمان ، أو في زمن سليمان ، أي زمن ملكه .

ويحتمل أن " تتلو " ضمن معنى " تقول " فتكون بمنزلة ولو تقول علينا ( الحاقة : 44 ) .

وبمعنى " من " كقوله تعالى : اكتالوا على الناس ( المطففين : 2 ) .

وحمل عليه قوله : من الذين استحق عليهم الأوليان ( المائدة : 107 ) أي منهم .

وقوله : كان على ربك حتما مقضيا ( مريم : 71 ) أي كان الورود حتما مقضيا من ربك .

وبمعنى ( عند ) نحو : ولهم علي ذنب ( الشعراء : 14 ) أي عندي .

و ( الباء ) نحو : حقيق على أن لا أقول ( الأعراف : 105 ) وفي قراءة أبي - رضي الله عنه - بالباء .

( تنبيه )

حيث وردت في حق الله تعالى ، فإن كانت في جانب الفضل كان معناه " تفضل " لا لأنه مستحق عليه كقوله : كتب ربكم على نفسه الرحمة ( الأنعام : 54 ) وقيل معناه القسم ، وفي جانب العدل والوعيد معناه الوقوع وتأكيده كقوله : فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ( الرعد : 40 ) . وقوله : ثم إن علينا حسابهم ( الغاشية : 26 ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية