صفحة جزء
44 - في

تجيء لمعان كثيرة :

للظرفية : ثم تارة يكون الظرف والمظروف حسيين نحو : زيد في الدار ، ومنه : إن المتقين في ظلال وعيون ( المرسلات : 41 ) فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ( الفجر : 29 - 30 ) وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( النمل : 19 ) أولئك الذين حق عليهم القول في أمم ( الأحقاف : 18 ) .

وتارة يكونان معنويين نحو : رغبت في العلم ، ومنه : ولكم في القصاص حياة ( البقرة : 179 ) . وتارة يكون المظروف جسما ، نحو : إنا لنراك في ضلال مبين ( الأعراف : 60 ) .

وتارة يكون الظرف جسما ، نحو : في قلوبهم مرض ( البقرة : 10 ) .

والأول حقيقة والرابع أقرب المجازات إلى الحقيقة .

وتجيء بمعنى مع ، نحو : في تسع آيات ( النمل : 12 ) فادخلي في عبادي ( الفجر : 29 ) على قول . وأما قوله : ادخلوا في أمم فقيل الأولى للمعية ، والثانية للظرفية وفي ذلك دليل على جواز دخلت الدار الذي هو الأصل .

وبمعنى عند
، نحو : ولبثت فينا من عمرك سنين ( الشعراء : 18 ) .

وللتعليل : فذلكن الذي لمتنني فيه ( يوسف : 32 ) .

وبمعنى " على " كقوله تعالى : حتى إذا كنتم في الفلك ( يونس : 22 ) بدليل [ ص: 264 ] قوله : فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ( المؤمنون : 28 ) وقوله : ولأصلبنكم في جذوع النخل ( طه : 71 ) لما في الكلام من معنى الاستعلاء .

وقيل : ظرفية لأن الجذع للمصلوب بمنزلة القبر للمقبور ، فلذلك جاز أن يقال في .

وقيل : إنما آثر لفظة " في " للإشعار بسهولة صلبهم ، لأن " على " تدل على نبو يحتاج فيه إلى تحرك إلى فوق .

وبمعنى إلى ، نحو : فتهاجروا فيها ( النساء : 97 ) . فردوا أيديهم في أفواههم ( إبراهيم : 9 ) .

وبمعنى من ويوم نبعث في كل أمة شهيدا ( النحل : 89 ) .

وللمقايسة وهي الداخلة بين مفضول سابق ، وفاضل لاحق كقوله تعالى : فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ( التوبة : 38 ) . وللتوكيد كقوله تعالى : اركبوا فيها ( هود : 41 ) .

وبمعنى " بعد " : وفصاله في عامين ( لقمان : 14 ) أي بعد عامين .

وبمعنى " عن " كقوله : فهو في الآخرة أعمى ( الإسراء : 72 ) قيل لما نزلت : ولقد كرمنا بني آدم ( الإسراء : 70 ) لم يسمعوا ولم يصدقوا فنزل : ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى ( الإسراء : 72 ) أي عن النعيم الذي قلناه ووصفناه في الدنيا فهو في نعيم الآخرة أعمى إذ لم يصدق .

التالي السابق


الخدمات العلمية