صفحة جزء
54 - كم

نكرة لا تتعرف لأنها مبهمة في العدد كأين في الأمكنة ، ومتى في الأزمنة ، وكيف في الأحوال .

وقول سيبويه : كم أرضك جريبا ؟ كم مبتدأ ، وأرضك مبني عليه ، مجاز ليس بحقيقة ، وإنما أرضك مبتدأ ، و كم الخبر مثل كيف زيد ؟ .

[ ص: 283 ] وهي قسمان :

استفهامية تحتاج إلى جواب ، بمعنى أي عدد ؟ فينصب ما بعدها نحو : كم رجلا ضربت ؟ وخبرية لا تحتاج إلى جواب ، بمعنى عدد كثير فيجر ما بعدها ، نحو : كم عبد ملكت .

وقد تدخل عليها " من " كقوله : وكم من قرية أهلكناها ( الأعراف : 4 ) وكم قصمنا من قرية ( الأنبياء : 11 ) .

وليست الاستفهامية أصلا للخبرية خلافا للزمخشري حيث ادعى ذلك في سورة ( يس ) عند الكلام على ألم يروا كم أهلكنا ( الآية : 31 ) .

ولم تستعمل الخبرية غالبا إلا في مقام الافتخار والمباهاة لأن معناها التكثير ، ولهذا ميزت بما يميز العدد الكثير ، وهو مائة وألف ، فكما أن مائة تميز بواحد مجرور ، فكذلك كم .

واعلم أن كم مفردة اللفظ ، ومعناها الجمع ، فيجوز في ضميرها الأمران بالاعتبارين ، قال تعالى : وكم من ملك في السماوات ( النجم : 26 ) ، ثم قال : لا تغني شفاعتهم ( النجم : 26 ) فأتى به جمعا ، وقال : وكم من قرية أهلكناها ( الأعراف : 4 ) ثم قال : أو هم قائلون ( الأعراف : 4 ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية