صفحة جزء
[ ص: 39 ] بسم الله الرحمن الرحيم .

مقدمة المؤلف .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

قال الشيخ الإمام العالم العلامة ، الحبر البحر الفهامة ، المحقق المدقق الحجة الحافظ المجتهد شيخ الإسلام والمسلمين ، وارث علوم سيد المرسلين ، جلال الدين ، أوحد المجتهدين ، أبو الفضل عبد الرحمن ابن سيدنا الشيخ المرحوم كمال الدين ، عالم المسلمين أبو المناقب أبو بكر السيوطي الشافعي :

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، تبصرة لأولي الألباب ، وأودعه من فنون العلوم والحكم العجب العجاب ، وجعله أجل الكتب قدرا ، وأغزرها علما ، وأعذبها نظما وأبلغها في الخطاب : قرءانا عربيا غير ذي عوج ولا مخلوق ، ولا شبهة فيه ولا ارتياب .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرباب ، الذي عنت لقيوميته الوجود ، وخضعت لعظمته الرقاب .

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب ، إلى خير أمة بأفضل كتاب ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب ، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم المآب .

وبعد ، فإن العلم بحر زخار ، لا يدرك له من قرار . وطود شامخ لا يسلك إلى قنته ولا يصار ، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا ، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا ، كيف وقد قال - تعالى - مخاطبا لخلقه : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [ الإسراء : 85 ] .

وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها ، ودائرة شمسها ومطلعها ، أودع فيه - سبحانه وتعالى - علم كل شيء ، وأبان به كل هدي وغي ، فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد :

فالفقيه يستنبط منه الأحكام ، ويستخرج حكم الحلال والحرام .

والنحوي يبني منه قواعد إعرابه ، ويرجع إليه في معرفة خطأ القول من صوابه .

والبياني يهتدي به إلى حسن النظام ، ويعتبر مسالك البلاغة في صوغ الكلام .

[ ص: 40 ] وفيه من القصص والأخبار ما يذكر أولي الأبصار ، ومن المواعظ والأمثال ما يزدجر به أولو الفكر والاعتبار ، إلى غير ذلك من علوم لا يقدر قدرها إلا من علم حصرها .

هذا مع فصاحة لفظ وبلاغة أسلوب ، تبهر العقول وتسلب القلوب . وإعجاز نظم لا يقدر عليه إلا علام الغيوب .

ولقد كنت في زمان الطلب أتعجب من المتقدمين إذ لم يدونوا كتابا في أنواع علوم القرآن ، كما وضعوا ذلك بالنسبة إلى علم الحديث ، فسمعت شيخنا أستاذ الأستاذين ، وإنسان عين الناظرين ، خلاصة الوجود علامة الزمان ، فخر العصر وعين الأوان أبا عبد الله محيي الدين الكافيجي - مد الله في أجله ، وأسبغ عليه ظله - يقول : قد دونت في علوم التفسير كتابا لم أسبق إليه .

فكتبته عنه فإذا هو صغير الحجم جدا ، وحاصل ما فيه بابان :

الأول : في ذكر معنى التفسير والتأويل والقرآن والسورة والآية .

والثاني : في شروط القول فيه بالرأي .

وبعدهما خاتمة في آداب العالم والمتعلم .

فلم يشف لي ذلك غليلا ، ولم يهدني إلى المقصود سبيلا .

ثم أوقفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة وخلاصة الأنام حامل لواء المذهب المطلبي علم الدين البلقيني - رحمه الله تعالى - على كتاب في ذلك لأخيه قاضي القضاة جلال الدين . سماه " مواقع العلوم من مواقع النجوم " فرأيته تأليفا لطيفا ، ومجموعا ظريفا ، [ ص: 41 ] ذا ترتيب وتقرير ، وتنويع وتحبير ، قال في خطبته :

قد اشتهرت عن الإمام الشافعي - رضي الله عنه - مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس ، فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا اقتباس . وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث ، وتلك الأنواع في سنده دون متنه ، أو في مسنديه وأهل فنه ، وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة . فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي ، مما حواه القرآن الشريف ، من أنواع علمه المنيف ، وينحصر في أمور :

الأول : مواطن النزول وأوقاته ووقائعه ، وفي ذلك اثنا عشر : المكي ، المدني ، السفري ، الحضري ، الليلي ، النهاري ، الصيفي ، الشتائي ، الفراشي ، والنومي ، أسباب النزول ، أول ما نزل ، آخر ما نزل .

الأمر الثاني : السند ، وهو ستة أنواع : المتواتر ، الآحاد ، الشاذ ، قراءات النبي - صلى الله عليه وسلم - الرواة ، الحفاظ .

الأمر الثالث : الأداء ، وهو ستة أنواع : الوقف ، الابتداء ، الإمالة ، المد ، تخفيف الهمزة ، الإدغام .

الأمر الرابع : الألفاظ ، وهو سبعة أنواع : الغريب ، المعرب ، المجاز ، المشترك ، المترادف ، الاستعارة ، التشبيه .

الأمر الخامس : المعاني المتعلقة بالأحكام ، وهو أربعة عشر نوعا : العام الباقي على عمومه ، العام المخصوص ، العام الذي أريد به الخصوص ، ما خص فيه الكتاب السنة ، ما خصت فيه السنة الكتاب ، المجمل ، المبين ، المئول ، المفهوم ، المطلق ، المقيد ، الناسخ والمنسوخ ، نوع من الناسخ والمنسوخ ، وهو ما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين .

الأمر السادس : المعاني المتعلقة بألفاظ ، وهو خمسة أنواع : الفصل ، الوصل ، الإيجاب ، الإطناب ، القصر .

وبذلك تكملت الأنواع خمسين . ومن الأنواع ما لا يدخل تحت الحصر : الأسماء ، الكنى ، الألقاب ، المبهمات .

فهذا نهاية ما حصر من الأنواع .

[ ص: 42 ] هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة ، ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات . فصنفت في ذلك كتابا سميته : " التحبير في علوم التفسير " ضمنته ما ذكره البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها ، وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها ، وقلت في خطبته :

أما بعد : فإن العلوم وإن كثر عددها ، وانتشر في الخافقين مددها ، فغايتها بحر قعره لا يدرك ، ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ، وهذا يفتح لعالم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرق إليه من المتقدمين الأسباب .

وإن مما أهمل المتقدمون في تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة ، علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث ، فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث ، حتى جاء شيخ الإسلام وعمدة الأنام ، علامة العصر ، قاضي القضاة جلال الدين البلقيني - رحمه الله تعالى - فعمل في كتابه : " مواقع العلوم من مواقع النجوم " . فنقحه وهذبه ، وقسم أنواعه ورتبه ، ولم يسبق إلى هذه المرتبة ، فإنه جعله نيفا وخمسين نوعا منقسمة إلى ستة أقسام ، وتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام ، فكان كما قال الإمام أبو السعادات بن الأثير في مقدمة نهايته : كل مبتدئ بشيء لم يسبق إليه ، ومبتدع أمر لم يتقدم فيه عليه ، فإنه يكون قليلا ثم يكثر وصغيرا ثم يكبر .

فظهر لي استخراج أنواع لم يسبق إليها ، وزيادات مهمات لم يستوف الكلام عليها ، فجرت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم ، وأجمع به - إن شاء الله تعالى - شوارده ، وأضم إليه فوائده ، وأنظم في سلكه فرائده لأكون في إيجاد هذا العلم ثاني اثنين ، وواحدا في جمع الشتيت منه كألف أو كألفين ، ومصيرا فني التفسير والحديث في استكمال التقاسيم إلفين وإذ برز نور كمامه وفاح ، وطلع بدر كماله ولاح ، وأذن فجره بالصباح ، ونادى داعيه بالفلاح ، سميته ب " التحبير في علوم التفسير " . وهذه فهرست الأنواع بعد المقدمة :

[ ص: 43 ] النوع الأول والثاني : المكي والمدني .

والثالث والرابع : الحضري والسفري .

الخامس والسادس : النهاري والليلي .

السابع والثامن : الصيفي والشتائي .

التاسع والعاشر : الفراشي والنومي .

الحادي عشر : أسباب النزول .

الثاني عشر : أول ما نزل .

الثالث عشر : آخر ما نزل .

الرابع عشر : ما عرف وقت نزوله .

الخامس عشر : ما أنزل فيه ولم ينزل على أحد من الأنبياء .

السادس عشر : ما أنزل منه على الأنبياء .

السابع عشر : ما تكرر نزوله .

الثامن عشر : ما نزل مفرقا

التاسع عشر : ما نزل جمعا .

العشرون : كيفية إنزاله .

الحادي والعشرون : المتواتر .

الثاني والعشرون : الآحاد .

الثالث والعشرون : الشاذ .

الرابع والعشرون : قراءات النبي - صلى الله عليه وسلم - .

الخامس والسادس والعشرون : الرواة والحفاظ .

السابع والعشرون : كيفية التحمل .

الثامن والعشرون : العالي والنازل .

التاسع والعشرون : المسلسل .

الثلاثون : الابتداء

الحادي والثلاثون : الوقف .

الثاني والثلاثون : الإمالة .

الثالث والثلاثون : المد .

الرابع والثلاثون : تخفيف الهمزة .

الخامس والثلاثون : الإدغام .

السادس والثلاثون : الإخفاء .

[ ص: 44 ] السابع والثلاثون : الإقلاب .

الثامن والثلاثون : مخارج الحروف .

التاسع والثلاثون : الغريب .

الأربعون : المعرب .

الحادي والأربعون : المجاز .

الثاني والأربعون : المشترك .

الثالث والأربعون : المترادف

الرابع والخامس والأربعون : المحكم والمتشابه .

السادس والأربعون : المشكل .

السابع والثامن والأربعون : المجمل والمبين .

التاسع والأربعون : الاستعارة .

الخمسون : التشبيه .

الحادي والخمسون : الكناية والتعريض .

الثالث والخمسون : العام الباقي على عمومه .

الرابع والخمسون : العام المخصوص .

الخامس والخمسون : العام الذي أريد به الخصوص .

السادس والخمسون : ما خص فيه الكتاب السنة .

السابع والخمسون : ما خصت فيه السنة الكتاب .

الثامن والخمسون : المئول .

التاسع والخمسون : المفهوم .

الستون والحادي والستون : المطلق والمقيد .

الثاني والثالث والستون الناسخ والمنسوخ .

الرابع والستون : ما عمل به واحد ، ثم نسخ .

الخامس والستون : ما كان واجبا على واحد .

السادس والسابع والثامن والستون : الإيجاز والإطناب والمساواة .

التاسع والستون : الأشباه .

السبعون والحادي والسبعون : الفصل والوصل .

الثاني والسبعون : القصر .

الثالث والسبعون : الاحتباك .

الرابع والسبعون : القول بالموجب .

[ ص: 45 ] الخامس والسادس والسبعون : المطابقة والمناسبة والمجانسة .

الثامن والتاسع والسبعون : التورية والاستخدام .

الثمانون : اللف والنشر .

الحادي والثمانون : الالتفات .

الثاني والثمانون : الفواصل والغايات .

الثالث والرابع والخامس والثمانون : أفضل القرآن وفاضله ومفضوله .

السادس والثمانون : مفردات القرآن .

السابع والثمانون : الأمثال .

الثامن والتاسع والثمانون : آداب القارئ والمقرئ .

التسعون آداب المفسر .

الحادي والتسعون : من يقبل تفسيره ومن يرد .

الثاني والتسعون : غرائب التفسير .

الثالث والتسعون : معرفة المفسرين .

الرابع والتسعون : كتابة القرآن .

الخامس والتسعون : تسمية السور .

السادس والتسعون : ترتيب الآي والسور .

السابع والثامن والتاسع والتسعون : الأسماء والكنى والألقاب .

المائة : المبهمات .

الأول بعد المائة : أسماء من نزل فيهم القرآن .

الثاني بعد المائة : التاريخ .

وهذا آخر ما ذكرته في خطبة " التحبير " . وقد تم هذا الكتاب - ولله الحمد - من سنة اثنتين وسبعين ، وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق .

ثم خطر بعد ذلك أن أؤلف كتابا مبسوطا ، ومجموعا مضبوطا ، أسلك فيه طريق الإحصاء ، وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء . هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك ، غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك ، فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا ، أقدم رجلا وأؤخر أخرى ، إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ، أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ، [ ص: 46 ] ألف كتابا في ذلك حافلا ، يسمى " البرهان في علوم القرآن " ، فتطلبته حتى وقفت عليه ، فوجدته ، قال في خطبته :

لما كانت علوم القرآن لا تحصى ، ومعانيها لا تستقصى ، وجبت العناية بالقدر الممكن . ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه ، كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث ; فاستخرت الله تعالى - وله الحمد - في وضع كتاب في ذلك ، جامع لما تكلم الناس في فنونه ، وخاضوا في نكته وعيونه ، وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجبا ، ليكون مفتاحا لأبوابه ، عنوانا في كتابه ، معينا للمفسر على حقائقه ، مطلعا على بعض أسراره ودقائقه ، وسميته " البرهان في علوم القرآن " وهذه فهرست أنواعه :

النوع الأول : معرفة سبب النزول .

الثاني : معرفة المناسبات بين الآيات .

الثالث : معرفة الفواصل .

الرابع : معرفة الوجوه والنظائر .

الخامس : علم المتشابه .

السادس : علم المبهمات .

السابع : في أسرار الفواتح .

الثامن : في خواتم السور .

التاسع : في معرفة المكي والمدني .

العاشر : في معرفة أول ما نزل .

الحادي عشر : معرفة على كم لغة نزل .

الثاني عشر : في كيفية إنزاله .

الثالث عشر : بيان جمعه ، ومن حفظه من الصحابة .

الرابع عشر : معرفة تقسيمه .

الخامس عشر : معرفة أسمائه .

السادس عشر : معرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز .

السابع عشر : معرفة ما فيه من غير لغة العرب .

الثامن عشر : معرفة غريبه .

[ ص: 47 ] التاسع عشر : معرفة التصريف .

العشرون : معرفة الأحكام .

الحادي والعشرون : معرفة كون اللفظ أو التركيب أحسن وأفصح

الثاني والعشرون : معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أو نقص .

الثالث والعشرون : معرفة توجيه القرآن .

الرابع والعشرون : معرفة الوقف .

الخامس والعشرون : علم مرسوم الخط .

السادس والعشرون معرفة فضائله .

السابع والعشرون : معرفة خواصه .

الثامن والعشرون : هل في القرآن شيء أفضل من شيء ؟ .

التاسع والعشرون : في آداب تلاوته .

الثلاثون : في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن ؟ .

الحادي والثلاثون : معرفة الأمثال الكامنة فيه .

الثاني والثلاثون : معرفة أحكامه .

الثالث والثلاثون : معرفة جدله .

الرابع والثلاثون : معرفة ناسخه ومنسوخه .

الخامس والثلاثون : معرفة موهم المختلف .

السادس والثلاثون : معرفة المحكم من المتشابه .

السابع والثلاثون : في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات .

الثامن والثلاثون : معرفة إعجازه .

التاسع والثلاثون : معرفة وجوب متواتره .

الأربعون : في بيان معاضدة السنة والكتاب .

الحادي والأربعون : معرفة تفسيره .

الثاني والأربعون : معرفة وجوه المخاطبات

الثالث والأربعون : بيان حقيقته ومجازه .

الرابع والأربعون : في الكنايات والتعريض .

الخامس والأربعون : في أقسام معنى الكلام .

السادس والأربعون : في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن .

السابع والأربعون : في معرفة الأدوات .

[ ص: 48 ] واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ، ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله ، والرمز إلى بعض فصوله ; فإن الصناعة طويلة والعمر قصير ، وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير .

هذا آخر كلام الزركشي في خطبته .

ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا ، وحمدت الله كثيرا ، وقوي العزم على إبراز ما أضمرته ، وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته ، فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن ، الجلي البرهان ، الكثير الفوائد والإتقان ، ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان ، وأدمجت بعض الأنواع في بعض ، وفصلت ما حقه أن يبان ، وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد ، والقواعد والشوارد ، ما يشنف الآذان ، وسميته : " الإتقان في علوم القرآن " . وسترى في كل نوع منه - إن شاء الله تعالى - ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفردا ، وستروى من مناهله العذبة ريا لا ظمأ بعده أبدا . وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه . وسميته ب " مجمع البحرين ، ومطلع البدرين ، الجامع لتحرير الرواية ، وتقرير الدراية " .

التالي


الخدمات العلمية