صفحة جزء
مسألة : يستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن : وهي قراءة المكيين .

أخرج البيهقي في الشعب وابن خزيمة من طريق ابن أبي بزة ، سمعت عكرمة بن سليمان قال : قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي ، فلما بلغت الضحى ، قال : كبر حتى تختم ، فإني قرأت على عبد الله بن كثير ، فأمرني بذلك وقال : قرأت على مجاهد فأمرني بذلك ، وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك .

[ ص: 362 ] وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره . بذلك كذا أخرجناه موقوفا .

ثم أخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن بزة مرفوعا .

وأخرجه من هذا الوجه - أعني المرفوع - الحاكم في مستدركه - وصححه - وله طرق كثيرة عن البزي .

وعن موسى بن هارون قال : قال لي البزي : قال لي محمد بن إدريس الشافعي : إن تركت التكبير فقدت سنة من سنن نبيك .

قال الحافظ عماد الدين بن كثير : وهذا يقتضي تصحيحه للحديث .

وروى أبو العلاء الهمداني ، عن البزي : أن الأصل في ذلك : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انقطع عنه الوحي ، فقال المشركون : قلى محمدا ربه ، فنزلت سورة الضحى ، فكبر النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال ابن كثير : ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف .

وقال الحليمي : نكتة التكبير التشبيه للقراءة بصوم رمضان : إذا أكمل عدته يكبر ، فكذا هنا يكبر إذا أكمل عدة السورة . قال : وصفته أن يقف بعد كل سورة وقفة ، ويقول : الله أكبر .

وكذا قال سليم الرازي من أصحابنا في تفسيره : يكبر بين كل سورتين تكبيرة ولا يصل آخر السورة بالتكبير ، بل يفصل بينهما بسكتة . قال : ومن لا يكبر من القراء ، حجتهم أن في ذلك ذريعة إلى الزيادة في القرآن ، بأن يداوم عليه فيتوهم أنه منه .

وفي " النشر " اختلف القراء في ابتدائه ، هل هو من أول الضحى أو من آخرها ؟ .

وفي انتهائه : هل هو أول سورة الناس أو آخرها ؟ .

وفي وصله بأولها أو آخرها وقطعه ، والخلاف في الكل مبني على أصل ، وهو أنه : هل هو لأول السورة أو لآخرها ؟ .

وفي لفظه : فقيل : الله أكبر ، وقيل : لا إله إلا الله والله أكبر . وسواء في التكبير في الصلاة وخارجها . صرح به السخاوي وأبو شامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية