صفحة جزء
مسألة : يستحب قراءته بالتفخيم : لحديث الحاكم نزل القرآن بالتفخيم قال الحليمي : ومعناه أنه يقرؤه على قراءة الرجال ، ولا يخضع الصوت فيه ككلام النساء .

قال : ولا يدخل في هذا كراهة الإمالة التي هي اختيار بعض القراء . وقد يجوز أن يكون القرآن نزل بالتفخيم فرخص مع ذلك في إمالة ما يحسن إمالته .

مسألة : وردت أحاديث تقتضي استحباب رفع الصوت بالقراءة ، وأحاديث تقتضي الإسرار وخفض الصوت .

فمن الأول : حديث الصحيحين : ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ، يجهر به .

ومن الثاني : حديث أبي داود والترمذي والنسائي : الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة .

قال النووي : والجمع بينهما أن الإخفاء أفضل ، حيث خاف الرياء أو تأذى مصلون أو نيام بجهره ، والجهر أفضل في غير ذلك ; لأن العمل فيه أكثر ، ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ، ولأنه يوقظ قلب القارئ ، ويجمع همه إلى الفكر ، ويصرف سمعه إليه ، ويطرد النوم ، ويزيد في النشاط . ويدل لهذا الجمع حديث أبي داود بسند صحيح ، عن أبي سعيد : [ ص: 353 ] اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ، فسمعهم يجهرون بالقراءة ، فكشف الستر ، وقال : ألا إن كلكم مناج لربه ، فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعضكم في القراءة .

التالي السابق


الخدمات العلمية