صفحة جزء
[ ص: 38 ] قال تعالى : ( يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ( 76 ) ) .

قوله تعالى : ( آتيهم ) هو خبر إن ، و " عذاب " : مرفوع به . وقيل : " عذاب " مبتدأ ، و " آتيهم " خبر مقدم ; وجوز ذلك أن عذابا وإن كان نكرة فقد وصف بقوله : " غير مردود " وأن إضافة اسم الفاعل هاهنا لا تفيده التعريف ; إذ المراد به الاستقبال .

قال تعالى : ( ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ( 77 ) وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ( 78 ) ) .

قوله تعالى : ( سيء بهم ) : القائم مقام الفاعل ضمير لوط . و " ذرعا " : تمييز .

و ( يهرعون إليه ) : حال ، والماضي منه أهرع .

( هؤلاء ) : مبتدأ ، و " بناتي " عطف بيان أو بدل ، و " هن " : فصل ، و " أطهر " الخبر . ويجوز أن يكون هن مبتدأ ثانيا ، وأطهر خبره .

ويجوز أن يكون " بناتي " خبرا ، و " هن أطهر " مبتدأ وخبر .

وقرئ في الشاذ " أطهر " - بالنصب ; وفيه وجهان :

أحدهما : أن يكون " بناتي " خبرا ، و " هن " فصلا و " أطهر " حالا .

والثاني : أن يكون " هن " مبتدأ ، و " لكم " خبر ، و " أطهر " حال ، والعامل فيه ما في " هن " من معنى التوكيد بتكرير المعنى . وقيل : العامل " لكم " لما فيه من معنى الاستقرار .

و " الضيف " مصدر في الأصل وصف به ; فلذلك لم يثن ولم يجمع ، وقد جاء مجموعا ; يقال : أضياف ، وضيوف ، وضيفان .

قال تعالى : ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد ( 79 ) ) .

قوله تعالى : ( ما نريد ) : يجوز أن يكون " ما " بمعنى الذي ، فتكون نصبا بتعلم ، وهو بمعنى تعرف .

ويجوز أن تكون استفهاما في موضع نصب بنريد . و " علمت " معلقة .

قال تعالى : ( قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ( 80 ) ) .

قوله تعالى : ( أو آوي ) : يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون في موضع رفع خبر " أن " على المعنى ; تقديره : أو أنى آوي .

ويضعف أن يكون معطوفا على قوة ; إذ لو كان كذلك لكان منصوبا بإضمار أن . [ ص: 39 ] وقد قرئ به ، والتقدير : أو أن آوي .

و ( بكم ) حال من " قوة " وليس معمولا لها ، لأنها مصدر .

قال تعالى : ( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ( 81 ) ) قوله تعالى : ( فأسر بأهلك ) : يقرأ بقطع الهمزة ووصلها ، وهما لغتان ; يقال : أسرى ، وسرى .

( إلا امرأتك ) : يقرأ بالرفع على أنه بدل من أحد ، والنهي في اللفظ لأحد ، وهو في المعنى للوط ; أي لا تمكن أحدا منهم من الالتفات ، إلا امرأتك .

ويقرأ بالنصب على أنه استثناء من أحد أو من أهل .

قال تعالى : ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ( 82 ) ) .

قوله تعالى : ( جعلنا عاليها ) : مفعول أول ، و " سافلها " ثان .

( من سجيل ) : صفة لحجارة ، و " منضود " نعت لسجيل .

و ( مسومة ) : نعت لحجارة .

و ( عند ) : معمول مسومة ، أو نعت لها .

و ( هي ) : ضمير العقوبة .

و ( بعيد ) : نعت لـ " مكان " محذوف .

ويجوز أن يكون خبر هي ، ولم تؤنث ; لأن العقوبة والعقاب بمعنى ; أي وما العقاب بعيدا من الظالمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية